اى الهارب واصلا الى اقصى الارض (قوله من غير ان يتوقف عليه الخ) فان معنى المستثنى منه مفهوم من الكلام وكذا مفهوم الجزاء من المصراع الاول (قوله اطنابا) اى ان كان الفائدة (قوله يكون تطويلا) ان لم يكن فيه فائدة اصلا والمراد بالتطويل المعنى اللغوى اى الزائد لا لفائدة وان كان متعينا (قوله بان مثل هذا الشرط) وهو ما يكون بان الوصلية لا يحتاج الى الجزاء لكونه حالا وقد مر تحقيقه (قوله لان المراد به الخ) زاد لفظ المراد اشارة الى ان مدلول قوله تعالى (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) ذلك فلفظه يسير ومعناه كثير ولو قيل لان الانسان اذا علم الخ كان المتبادر انه دليل على تضمن القصاص للحيوة فما قيل ان هذا دليل على دعوى ان فى القصاص حيوة ليس بشئ ولو كان هذا موجبا للايجاز لكان كل دعوى نظرية ايجازا (قوله لكان تطويلا بالمعنى اللغوى) اذ الفعل متعين للزيادة (قوله اى من قوله لكم فى القصاص الخ) الظاهر ان يقول اى من قوله القتل انفى للقتل بان يكون كلمة من صلة لقلة الا ان الشارح رحمه الله تعالى راعى مطابقة ما فى الايضاح فان من فيه ظرف مستقر وقع حالا من ضمير يناظره حيث قال ان عدة حروف ما يناظره منه وهو (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) عشرة وعدة حروفه اربعة عشر (قوله والنص على المطلوب) اى التصريح به فيكون ازجر عن القتل بغير حق لكونه ادعى الى القصاص كذا فى الايضاح (قوله الفن الثانى علم البيان) قد مر تحقيق التعريف اللامى وبيان المراد من المبتدأ والخبر وبيان صحة الحمل بما لا مزيد عليه (قوله من علم البلاغة) اى من علم له مزيد اختصاص بالبلاغة كما مر فى المقدمة (قوله ومحتاجا اليه الخ) لان الاحتراز عن التعقيد المعنوى مأخوذ فى مفهومها وهو لا يتيسر لغير العرب العرباء الا بهذا العلم قال الشارح رحمه الله تعالى فى آخر المتقدمة انه لم يبق لنا مما يرجع اليه البلاغة الا الاحتراز عن الخطأ فى التأدية وتمييز السالم عن التعقيد عن غيره ليحترز عن التعقيد المعنوى فست الحاجة الى علم يحترز به عن الخطأ وعلم يحترز به عن التعقيد المعنوى ليتم امر البلاغة فوضعوا لذلك علمى المعانى والبيان وسموهما علم البلاغة فما قيل انه يحتاج اليه فى نفس البلاغة فى الجملة لا انه لا تتم بلاغة الكلام بدون اعمال علم البيان اذ الكلام المركب من الدلالات المطابقية لا يحتاج فى تحصيل بلاغته الا الى علم المعانى اذ لا حاجة الى البيان للدلالة المطابقة كما ستعرف فليس بشئ لان المقصود احتياج بلاغة الكلام الى علم البيان لا الى اعماله ولا شك ان الاحتراز عن التعقيد المعنوى لا يمكن بدون علم البيان (قوله وهو علم) لا يخفى ان المراد من علم البيان فى قوله الفن الثانى علم البيان القواعد فاذا اريد بقوله علم يعرف به