مضيافا جملة مفيدة الانكار سواء كان افادتها اياه بدلالة واضحة او اوضح او خفية او اخفى نحو ان زيد المضياف او الكثير الرماد او المهزول الفصيل او لجبان الكلب وبما ذكرنا اندفع ما قيل ان الشائع فى اعتبار البلغاء المجازات والاستعارات والكنايات فى المعانى الاصلية للتراكيب البليغة وذلك مما يحث عنه فى البيان لان هذا الاعتبار مما يوجب البلاغة ومرجع البلاغة منحصر فى العلمين بل نقول لا يظهر جريان كثير من انواع التشبيه والكناية والاستعارة كالتمثيلية فى الخواص (قوله واراد الخ) قال العلامة وانما وجب تفسير المعنى الواحد بمعنى من المعانى التى يقتضيها الحال بحسب المقام لكون علم البيان اخص من علم المعانى لان هذا ذكر المعنى الذى يقتضيه الحال وذلك ايراد ذلك المعنى بطرق مختلفة ولو فسر بما هو اعم من المعنى الذى يقتضيه الحال لما بقى اخص لوجوده حينئذ بدون المعانى (قوله يقتدر بها الخ) صفة لملكة واصول على سبيل التنازع وهو بالنسبة الى ملكة تصريح بما علم ضمنا بقوله اراد بالعلم الملكة التى يقدر بها الخ (قوله على ايراد الخ) اى على معرفة ايراد بدليل قوله فلو عرف من ليس له هذه الملكة الخ وفيه اشارة الى ان معرفة الايراد المذكور لا يجب ان يكون بالفعل بل القدرة التامة على تلك المعرفة كافية بضم الصغرى السهلة الحصول الى القاعدة التى كانت حاصلة عنده وبما حررنا لك اندفع ما قيل ان الاولى ان يقول يعرف بدل يقتدر ليوافق المتن وان القدرة على الايراد المذكور ليست بلازمة لما مر ان كثيرا من مهرة هذا الفن لا يقدرون على تأليف كلام بليغ (قوله كل معنى الخ) يعنى ان اللام فى المعنى للاستغراق العرفى اذ لا عهد وامتناع الحقيقى وهو ظاهر والجنس للزوم كون من له ملكة الاقتدار على معرفة ايراد معنى واحد فى تراكيب مختلفة عالما بالبيان (قوله ان يورده بالفاظ مترادفة) اى يورد المعنى التركيبى فى تراكيب وجميع اجزائها الفاظ مترادفة (قوله لا يكون ذلك الخ) لان تلك التراكيب بعد العلم بوضع الفاظها لا يكون دلالتها مختلفة فى الوضوح والتفاوت الواقع بينها باعتبار الالف ببعض الالفاظ وكثرة دورها يوجب التفاوت فى تذكر الوضع وكذا اشتراك بعضها يوجب الاحتياج فيه الى دفع مزاحمة الغير فى تعيين المراد لا فى الفهم (قوله ومعنى اختلافها الخ) فيه اشارة الى ان ملكة ايراد المعنى الواحد فى تراكيب متساوية فى الوضوح ليس من علم البيان لانه لا يحصل به التفاوت فى مراتب البلاغة (قوله يخرج ملكة الاقتدار الخ) اى تخرج عن ان تكون داخلة فى علم البيان وجزأ منه والا فالملكة بالنسبة الى معنى واحد خارجة عن كونه