اتصاف كل من الامرين بمضادة الآخر او تضادهما او شبه التضاد منزلة التناسب محل بحث وكذا ما قاله السيد فى حواشى شرح المفتاح من ان كلمة ثم للتراخى فى الرتبة لان الانتزاع موقوف على التنزيل فهو متقدم على الانتزاع ذاتا ورتبة فالوجه انه معطوف على اشتراك بتأويل لانه يشترك فهو مقدمة ثانية لتعليل الانتزاع يعنى ينتزع وجه الشبه من نفس التضاد لانه يشترك الضدان فى التضاد تحقيقا ثم ينزل التضاد منزلة التناسب فى صفة فيحصل بينهما تماثل واورد كلمه ثم للتباعد بينهما فان الاشتراك حقيقى والتنزيل ادعائى محض فى الرضى ويعطف الفعل على الاسم وبالعكس اذا كان فى الاسم معنى الفعل قال الله تعالى (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) على قرأة عاصم وقال تعالى (صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) اى يصففن ويقبضن والمراد بالتضاد التنافى مطلقا (قوله وظرافة) الظرافة بالظاء المعجمة الكياسة ظرف ككرم طرفا وظرافة كذا فى القاموس (قوله فان كان الغرض الخ) هذا الكلام يدل على عدم اجتماعهما وكلام الامام المرزوقى يدل على اجتماعهما فيحمل كلام الشارح رحمه الله تعالى على ان مقصوده بيان التمليح المجرد والتهكم المجرد ليظهر تحقق كل منهما بدون الاخر فى العرف فيظهر الفرق غاية الظهور وعلى هذا فكلمة او فى المتن لمنع الخلو (قوله قال الامام المرزوقى الخ) تأييد لكون تفسير التمليح بما فى شرح المفتاح غلطا حيث قال المرزوقى قصد بها الهزء والتمليح وليس فيها اشارة الى قصة او مثل او شعر واشارة الى جواز اجتماعهما (قوله كان للتشبيه الخ) اى الاستعمال هكذا فقوله لان الخبر الخ نكتة لوقوع الاستعمال فلا يرد ان الجامد ايضا قد يكون متحدا بالاسم وانه كما لا يشبه الشئ بنفسه لا يشك فى ثبوته له وان كفى التغاير الاعتبارى فى ثبوته له فليكف فى التشبيه ايضا (قوله نحو كأنك قلت الخ) فان الاصل كأنك رجل قال حذف الموصوف وجعل الاسم بسبب التشبيه كأنه الخبر بعينه فقلب الضمير الغائب بالمخاطب وكذا فى كأنى قلت (قوله نحو كان زيدا اخوك) يمكن ان يقال انه فى معنى المشتق اى متولد من ماء ابيك (قوله اى فى الكاف ونحوها) لانه اذا كان الاصل فى نحو الكاف ذلك ففى الكاف اولى وليس ذلك بطريق الكناية كما فى قولك مثلك لا يبخل لانه لا يدخل فيه النحو كما لا يخفى (قوله مثلهم كمثل الذى استوا قد نارا) اى حال المنافقين وقصتهم العجيبة المذكورة فيما سبق كمثل الذى اى كحال الفوج الذى استوقد نارا عظيمة اى طلب وقودها وهو ارتفاع سطوعها وارتفاع لهبها فلما اضاءت النار ما حول المستوقد من الاماكن والاشياء او اضاءت