من التشبيهات بل اعتبار عدم البعض كما فى البيت (قوله او ان تعتبر الجميع) اى وجود جميع الاوصاف التى هى وجه الشبه (قوله عبارة جامعة) بين الشيئين اللذين بينها بقوله ان معك الخ وان لك الخ (قوله فى الجملة) اى فى جملة تلك الاوصاف قيد بذلك لان فى التشبيه المفروق ينظر الى وجهين اى وصفين او اوصاف واحد فواحد ولك حاجة الى ان تنظر فى اكثر من شئ واحد لكن ليس لك حاجة الى ان تنظر فى جملة تلك الاوصاف فى شئ واحد او اكثر بل فى كل واحد منها فى شئ (قوله بل الى ما ليس فى كل حمرة) اى الى صفة ليس فى كل حمرة بل خاصة بعين الديك ففيه تركيب من الحمرة المخصوصة والشكل الكرى والمقدار المخصوص وبهذا يمتاز عن الثانى والاول فان النظر فيهما الى وجود الوصف من غير اعتبار خصوصية فيه (قوله خياليا كان) بان يكون الامور التى يتركب منها من الحسيات او عقليا بان لا تكون منها قابل الخيالى بالعقلى مع ان المقابلة انما هى بين الحسى والعقلى لان التركيب لا يكون حسيا (قوله كقوله تعالى انما مثل الاية قال الله تعالى (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ)) فان المشبه به فيه مركب من عشر جمل تداخلت حتى صارت كانها جملة واحدة ومعنى اختلط به اشتبك بسببه نبات الارض مما يأكل الناس وانعام من الزروع والبقول والحشائش زخرفها اى ما تزين به والزخرف فى الاصل هو الذهب وازينت اى تزينت وظن اهلها اى اهل النبات وانث ضميره لاكتسابه التأنيث من المضاف اليه قادرون عليها اى على حصدها ورفع غلتها فجعلناها اى النبات حصيدا اى شبيها بما حصد كان لم تغن بالامس اى لم تنبت ولم تكن قبل ذلك فى زمان قريب غايت القرب يقال غنى بالمكان اقام به فقد شبه فى الآية (مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا) اى حالها العجبية الشان التى هى تقضيها بسرعة وانقراض نعمها بغتة بالكلية بعد ظهور فوتها واغترار الناس بها واعتمادهم عليها بزوال حضرة النبات فجأة وذهابه حطاما لم يبق له اثر اصلا بعد ما كان غضا طريا قد التف بعضها ببعض وزين الارض بالوانه وطراتها وتقوى بعد ضعفه بحيث طمع الناس فيه وظنوا انه قد سلم من الجوايح كذا فى شرح المفتاح الشريفى (قوله ولا منسوجة عليه العناكب) مبالغة فى طرحه وعدم الالتفات اليه فان بيت العنكبوت اذا بقى مدة مديدة تموت فيه