جملتين) يريد بذلك ان وقوعهما جزئين من طرفى الجملتين اوجب كون العكس واقعا فى جملتين لاختلافهما باعتبار المسند اعنى حل ويحلون ولو لا وقوعهما فى الطرفين بل كان نفس الطرفين فيهما كان العكس بين طرفى جملة اذ لا اختلاف الا بالتقديم والتأخير فما قيل كما انهما واقعان فى طرفى جملتين واقعان نفس الطرفين ايضا فلا وجه للقول بان العكس واقع فى لفظين واقعين فى طرفى جملتين وهم (قوله ونقضه بانه قد غيرها الخ) اى نقضه بقوله بلى قائلا بانه قد غيرها الخ يدل على ذلك قوله بلى عفاها القدم وغيرها الارواح والديم وهى جمع ريح لانه فى الاصل واو قلبت بالياء لكسر ما قبلها فاذا زال الكسر عاد الى الاصل (قوله معنيان حقيقيان او مجازيان او احدهما حقيقى والاخر مجازى) لا يعتبر بينهما لزوم وانتقال من احدهما الى الاخر وبه يمتاز التورية عن المجاز والكناية وبهذا ظهر ان التورية ليست من ايراد المعنى بطرق مختلفة فى وضوح الدلالة حتى تكون من علم البيان نعم انه اذا كان المعنيان مجازيين او احدهما مجازيا كانت من علم البيان بالنسبة الى المعنى الحقيقى لهما او لاحدهما واما بالنسبة الى المعنى الذى هو تورية بالقياس اليه فلا اذ لا علاقة بينهما ولا انتقال من احدهما الى الآخر فتدبر فانه مما خفى على بعض الاذكياء (قوله قريب وبعيد) اى قريب الى الفهم لكثرة استعماله فيه وبعيد عنه فكان المعنى القريب ساتر للبعيد والبعيد خلفه وبه صارت التورية من المحسنات المعنوية فانها اراءة المعنى المقصود تحت الستر كالصورة الحسنة وحصول المعنى بعد الطلب وهو الذ فلو كان المعنيان متساويين فى الفهم لم يكن تورية بل اجمالا (قوله على قرينة خفية) حيث يذهب الوهم قبل التأمل الى ارادة المعنى القريب ولو كانت القرينة واضحة لم يكن تورية لعدم ستر القريب للبعيد (قوله ولم يقرن به الخ) فيه ان العرش مما يلايم المعنى القريب (قوله اعنى القدرة) ولافادة كمالها جمع اليد (قوله ما يلايم المعنى القريب) لان البناء وان كان يطلب القدرة لكن طلبه لليد اكثر (قوله فما تفرق) من التفريق اى ما تميز بينهما (قوله وقد يكون الخ) يشعر بان ليس فى البيت السابق كل من التوريتين ترشيحا للاخرى وليس كذلك لان ذكر الجدى والحمل كما انه ترشيح للغزالة كذلك الغزالة ترشيح للحمل والجدى الا ان يقال استعمال الجدى والحمل فى البرجين وولد البقر والغنم شائع لا تفاوت بينهما فى القرب والبعد (قوله اذا صدق) من التصديق وكذلك كذب اى اذا حصل للفتى ما يتمناه من الجد شبه حاله بحال من يخبر المخاطب بمراده فيعطيه اياه ويصدقه فى ذلك الخبر كما فى قوله صلّى الله عليه وسلّم فيصدقه