وانما ابتدأ بابحاث الخبر) مع ان تلك الابحاث لا تختص بالخبر (قوله اعظم شانا) شرعا لان الاعتقاديات كلها اخبار ولغة فان اكثر المحاورات اخبار (قوله يتصور بالصور الكثيرة) من كونه جملة اسمية او فعلية وظرفية وشرطية (قوله وفيه تقع الخ) من كونه ابتدائيا او طلبيا او انكاريا مخرجا على مقتضى الظاهر وعلى خلافه (قوله وبه تقع) اى تحصل المزايا التى بها التفاضل بين الكلامين (قوله ولكونه الخ) عطف على قوله لكونه اعظم شانا وهو بالنظر الى معنى الخبر وهذا بالنظر الى لفظه (قوله كالامر والنهى) لم يجعلهما حاصلين بزيادة اللام ولا لان هذين الحرفين لا يختصان بجعل الاخبار انشاء كلام التعليل ولا لنافية فكان صيغة الامر مجموع اللام والمضارع وصيغة النهى مجموع لا والمضارع (قوله انما يبحث) كلمة انما اما للتأكيد واما للحصر بالنسبة الى اللفظ الغير الموصوف بهما والمراد انما يبحث فى بابيهما وعلى اى تقدير لا يرد ان علم المعانى يبحث عن غير احوال المسند اليه والمسند ايضا فلا يصح الحصر (قوله اى من يكون بصدد آه) الاخبار فى اللغة الاعلام وفى العرف التلفظ بالجملة الخبرية مرادا بها معناها وان لم يحصل بها العلم ولذا يعتق الكل فيما اذا قال من اخبرنى بقدوم زيد فهو حر واخبروه على التعاقب صرح به الشارح رحمه الله فى شرح الكشاف فى تفسير قوله تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) فالمخبر ههنا بالمعنى اللغوى لا بالمعنى العرفى الا انه ليس المراد المعلم بالفعل والا لما صح الترديد الآتى بقوله فان كان المخاطب خالى الذهن استغنى عن المؤكدات الخ بل من هو بصدد الاعلام (قوله كثيرا ما تورد الجملة الخبرية) اى مرادا بها معناها فان المتلفظ بها مطلقا لا يقال له المخبر (قوله كقوله تعالى حكاية عن امرأة عمران رب الخ) فان اللفظ مستعمل فى معناه لكن لا للاعلام بل للتحسر فان اظهار خلاف ما يرجوه يلزمه التحسر وكذا فى الامثلة الباقية (قوله وليس باخبار) اى ليس باعلام لكون الحكم ولازمه معلوما لا انه انشاء حتى لا يصح شاهدا للشارح رحمه الله (قوله اما الحكم) سواء كان مدلوله الحقيقى او المجازى او الكنائى (قوله والمراد الخ) فان المقصود الاصلى من الخبر افادة المخاطب وقوع النسبة اولا وقوعها والايقاع والانتزاع وسيلة اليه فان المخاطب يستفيده من الخبر لينتقل عنه الى متعلقه الذى هو المقصود بالاعلام (قوله لا الايقاع) اى ليس المقصود افادة الايقاع اى ادراك الوقوع وان كان مدلولا له لما عرفت سابقا من ان دلالة الالفاظ على الصور الذهنية وبتوسطها على ما فى الخارج (قوله لما كان لانكار الحكم معنى الخ) يعنى ما سيجئ من قوله وان كان منكرا وجب توكيده بيان