التكليف انما هو جار على الظاهر دون الباطن الذي هو في علمه سبحانه وتعالى وان امرنا بتصديقه والاذعان له ولهذا امثلة كثيرة.
منها : ما ورد في الحديث ان ولد الزنا لا ينجب فهو اخبار بما يختم له به ويصير امره إليه وهو من سر الله الذي يظهر عليه من يشاء من عباده ولا ينافي هذه الاخبار التكليف بل تجامعه لان التكليف على الظاهر وتحققه قدرة المكلف وهذا اخبار عن الامر الباطن وليس يدخل تحت قدرته.
ومنها ما اخبر رسول الله صلى الله عليه واله عن مشركي اهل مكة وانهم لا يسلمون ومن يقتل منهم ببدر ويرمى بالقليب مع انهم مكلفون بالاسلام والرسول صلى الله عليه واله يدعوهم إليه ويأمرهم به.
ومنها حاجة اهل الفقر والمسكنة واضطرارهم ففي الباطن من الله سبحانه وتعالى لانه هو المغني المفقر بالاجماع لانه سبحانه وتعالى الخالق الرازق المغنى المفقر ومن ادعى سواه كفر به وفي الظاهر ما ورد في الحديث ما جاع فقيرا لا يمنع غني ويسمى الغني قاتل الفقير إذ منعه حقه ويعاقب عليه لا ختياره لذلك ولا منافاة بينهما.
ومنها قتل المقتول ففي الباطن قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم وهو عبد مأمور لا يتوفى نفسا الا باذن ربه سبحانه وفي الظاهر القاتل الذي تولى ازهاق نفس المقتول هو الفاعل للقتل وباختياره فعله ثم يثاب أو يعاقب أو يكون مباحا ولا ينافي باطن هذا الامر ظاهره.
ومنها الغلاء بسبب الاحتكار ففي الباطن هو سبحانه المغلى المرخص للاسعار لانه قسم ارزاق عباده على السعة والضيق ففى الحديث عن الرسول صلى الله عليه واله انه قال قد نفث الروح الامين في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل ما كتب لها ولا يجوز ان ينسب الرزق الا إليه سعته وضيقه وان كان في الظاهر يلام المحتكر ويذم ويعاقب لانه اختار لا احتكار على البيع ولا منافاة بين هذين الامرين.
ومنها الامر الجليل الكبير الذي امر الله عباده بالاقرار به وتصديق