نص الكتاب العزيز عليه وورود الاحاديث الصحيحة به ولا يجوز رد ما ثبت في الكتاب والسنة وليس فيه منافاة للعقول المستصحبة بنور هدى آل محمد صلوات الله عليه وعلومهم التي خصهم بها ربهم وامر من سواهم بسؤالهم كما قال فسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فهم اهل الذكر والذكر هنا محمد صلى الله عليه واله بنص الصادق عليه السلام وهو التصديق بقضاء الله وقدره والرضاء بهما ففي الحديث القدسي المروي من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي فليتخذ الها سوائي ، وهو من اسرار الله سبحانه التي لم يطلع عليها سواه أو من اراد من حججه من اراد.
وبالاسناد المقدم المتصل إلى الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وقال في القدر الا ان القدر سر من سر الله وستر من ستر الله وحرز من حرز الله مرفوع في حجاب الله مطوي عن خلق الله مختوم بخاتم الله سابق في علم الله وضع الله العباد عن علمه ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم لانهم لا ينالونه بحقيقة الربانية ولا بقدرة الصمدانية ولا بعظمة النورانيد ولا بعزة الوحدانية لانه بحرز اخر خالص لله عزوجل عمقه مابين السماء والارض عرضه ما بين المشرق والمغرب اسود كالليل الدامس كثير الحيات والحيتان يعلو مرة ويسفل اخرى في قعره شمس تضئ لا ينبغي ان يطلع إليها الا الواحد الفرد فمن تطلع إليها فقد ضاد الله في حكمه ونازعه في سلطانه وكشف عن سره وستره وباء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير.
ولقوله عليه السلام فلا يستطيع إلى اخره تأويل اخر وهو صعوبة الانتقال من احدى الحالتين إلى الاخرى لا التعذر الكلي والامتناع من الوقوع كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين (ع) يا علي ثلاث لا يطيقها احد من هذه الامة المواساة للاخ في ماله وانصاف الناس من نفسه وذكر الله على كل حال يريد صلى الله عليه واله بعدم الطاقة الصعوبة والمشقة لا امتناع الوقوع لتكليفهم بها بنصوص اهل البيت (ع)