٦١٤ ـ حسب المحبّين في الدنيا عذابهم |
|
تالله لا عذّبتهم بعدها سقر (١) |
أي : لا تعذبهم.
وينقلب إليه أيضا ، بدخول «ان» الشرطية ، وما يتضمن معناها ، وبدخول «ما» النائبة عن الظرف المضاف (٢) ، نحو : ما ذرّ شارق ، و : «ما دامَتِ السَّماواتُ» (٣) .. ، لتضمنها معنى «إن» ، أي : إن دامت : قليلا ، أو كثيرا ، وقد يبقى معها على المضي ، كقوله تعالى : «وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ»(٤).
ويحتمل المضي والاستقبال بعد همزة التسوية ، نحو : سواء عليّ : أقمت أم قعدت ، وبعد : «كلّما» و «حيثما» لأن في الثلاثة رائحة الشرط (٥) ، وكذا بعد حرف التحضيض [إذا كان للطلب ، لا للتقريع](٦) ، كما يجيء في بابه.
وكذا إذا كان صلة لموصول عام ، هو مبتدأ ، أو صفة لنكرة عامة كذلك ، نحو :
الذي أتاني فله درهم ، أو : كل رجل أتاني فله درهم ، لأن فيهما رائحة الشرط ، كما ذكرنا في باب المبتدأ (٧).
قوله : «مبني على الفتح» ، أمّا بناؤه فعلى الأصل ، كما ذكرنا في أول الكتاب (٨) ،
__________________
(١) من أبيات قالها المؤمّل الحارثي من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية في امرأة كان يهواها من أهل الحيرة. منها قوله :
شفّ المؤمل يوم الحيرة النظر |
|
ليت المؤمل لم يخلق له بصر |
(٢) يسميها النحاة المصدرية الظرفية.
(٣) من الآيتين ١٠٧. ١٠٨ سورة هود.
(٤) من الآية ١١٧ سورة المائدة.
(٥) النحاة لا يعدّون كلّما من أدوات الشرط ولكنهم يعدّون حيث المقرونة بما من أدوات الشرط فعلا.
(٦) هذه عبارة بعض النسخ كما أشير إلى ذلك بهامش المطبوعة. وهي أوضح مما في الأصل. لأن حرف التحضيض إذا كان للتقريع كان للماضي.
(٧) في آخر باب المبتدأ ، في الجزء الأول من هذا الشرح.
(٨) انظر حديث الشارح عن الاعراب في أول الجزء الأول.