زيدا قائما : أنا أيضا أظنه ، أو أظن هذا ، وكذا باقي أفعال القلوب ؛
قال الأندلسي (١) : لو جاز قيام لفظ «ذاك» أو «هذا» مقام الجملة ، لجاز وقوعه صلة ؛ وليس ما قال بشيء ، لأن مفعولي باب «علمت» بتقدير المفرد ، على ما قدمناه ، والصلة لا تقدّر بالمفرد على حال ؛
قال الأندلسي وغيره : إن الضمير والإشارة بمعنى المصدر ، أي : ظننت الظنّ ، قلت : لا منع مما قاله الفراء ، على ما ذكرنا ؛
وتقول : ظننت به ، إذا جعلته موضع ظنك ، قال تعالى : (يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ)(٢) ، أي ظنا غير الحق ، فهو مفعول مطلق ، فلا منع من كونه مفعولا به ، أي شيئا غير الحق ، كما في قوله : فلا تظني غيره ؛
قوله : «تدخل على الجملة الاسمية لبيان ما هي عنه» أي لتعيين الاعتقاد الذي هي عنه ، أي تلك الجملة صادرة عن ذلك الاعتقاد ، وقوله : هي عنه على حذف المضاف ، أي : حكمها عنه ، أي حكم المتكلم على المبتدأ بمضمون الخبر ، صادر عنه ، ففي قولك علمت زيدا قائما ، حكمك بالقيام الذي هو مضمون الخبر ، على المبتدأ ، الذي هو زيد ، صادر عن علم ، وفي ظننت زيدا قائما : عن ظنّ ؛
__________________
(١) تكرر ذكره ؛
(٢) الآية ١٥٤ سورة آل عمران ؛