مضمونه بالنسبة إليه ، على سبيل التشبيه ، كقوله : نبتليه ، ويضل (١) ، ونحو ذلك ، فكأنه تعالى ، قد صادفه عائلا ، وعلمه بعد أن لم يعلم فأصلح حاله ؛
ولا يستعمل : أصاب ، وصادف ، استعمال وجد ، في نصب المفعولين خلافا لابن درستويه (٢) ؛
فهذه هي الأفعال الداخلة على الاسمية التي مفعولها الحقيقي : مصدر الثاني مضافا إلى الأوّل ، وكذا إذا كان الثاني جامدا ، تحصل منه مصدر فمعنى علمت أخاك زيدا : علمت زيديّة أخيك (٣) ؛
وإن وقعت بعدها الفعلية ، في الندرة ، فضمير الشأن مقدر قبل الفعلية ، لتصير به اسمية : نحو : حسبت يقول زيد ، أي : حسبته (٤) يقول زيد ؛
وبعض هذه الأفعال يكثر نصبه لمفعول واحد ، مع كونه بالمعنى المذكور (٥) ، نحو :
علمت زيدا ، وعلمت خروج زيد ، أي عرفته ؛ وبعضها يقلّ فيه ذلك نحو : ظننت ، وحسبت ، قال :
ولقد نزلت فلا تظنّي غيره |
|
منّي بمنزلة المحبّ المكرم (٦) ـ ١٩١ |
أي لا تظنّي شيئا غير نزولك كذا (٧) ؛
قال الفراء : وقد يقوم الضمير واسم الإشارة مقام مفعوليهما ، تقول لمن قال : أظن
__________________
(١) يريد مثل انا خلقنا الإنسان من نطفة امشاج نبتليه. الآية ٢ سورة الدهر. كما أنه يقصد مثل قوله تعالى : ويضل من يشاء الآية ٨ سورة فاطر ؛
(٢) أبو محمد عبد الله بن جعفر. أخذ عن المبرد وعن ثعلب وغيرهما وتقدم له ذكر في الأجزاء السابقة ؛
(٣) أي كون زيد أخاك ؛
(٤) فالضمير للشأن هو المفعول الأول وجملة يقول الخ هي المفعول الثاني ؛
(٥) أي المعنى الذي يقتضي مفعولين ؛
(٦) تقدم ذكره في الجزء الثاني من هذا الشرح في باب الحال ؛
(٧) اي غير نزولك مني منزلة المحب المكرم ، والبيت من معلقة عنترة ؛