وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا ...)(١) ، متضمّن معنى الانتهاء ، أي : ألم ينته علمك إلى حالهم؟!
وقد تلحق «رأى» الحلمية ، برأى العلمية ، في نصب المفعولين ، قال تعالى : (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ)(٢) ؛
وإمّا لاعتقاد كون الشيء على صفة اعتقادا غير مطابق ، نحو : عدّ وجعل ، فإذا كانا بالمعنى المذكور ، ووليتهما الاسمية المجرّدة ، نصبا جزأيها ، نحو : كنت أعدّه فقيرا فبان غنيا ، وقال تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(٣) ، أي : اعتقدوا فيهم الأنوثة ،
وإمّا للقول بأن الشيء على صفة ، قولا غير مستند إلى وثوق ، نحو : زعمتك كريما ، وقد يستعمل «زعم» في التحقيق ، قال أميّة :
٦٩٥ ـ نودي قم واركب بأهلك إنّ |
|
الله موف للناس ما زعموا (٤) |
وإمّا لإصابة الشيء على صفة ، وهو : وجد ، وألفى ؛ وعدّا من أفعال القلوب ، لأنك إذا وجدت الشيء على صفة ، لزم أن تعلمه عليها بعد أن لم يكن معلوما ، وقوله تعالى : (وَوَجَدَكَ عائِلاً)(٥) لا يخرج عن هذا ، لأنه تعالى ، قد يستعمل (٦) من الأفعال ما يستحيل
__________________
(١) الآية ٢٤٣ سورة البقرة ؛
(٢) الآية ٤ سورة يوسف ؛
(٣) الآية ١٩ سورة الزخرف ؛
(٤) البيت بهذه الرواية : ما زعموا ، من قصيدة لأمية بن أبي الصلت ، روى فيها بعض قصص الماضين من الأمم وهذا الجزء منها في قصة سيدنا نوح ، وقيل بيت الشاهد في وصف الطوفان :
تجري سفينة نوح في جوانبه |
|
بكل موج من الأمواج تقتحم |
وقد ورد مثله في شعر للنابغة الجعدي غير أن آخره : موف للناس ما زعما والضمير فيه عائد على «الله» سبحانه وتعالى ، واستدلوا به على أن «زعم» يأتي بمعنى أخبر ، مطلقا ؛
(٥) الآية ٨ سورة الضحى ؛
(٦) عبارة غير مناسبة وقد كررها من قبل والمراد أنه يرد في كلامه تعالى مثل هذا ؛