هذا ما ذكره المصنف من خواص أفعال القلوب
ومن خواصّها ، أيضا ، جواز دخول «أنّ» المفتوحة على الجملة المنصوبة الجزأين ، نحو : علمت أن زيدا قائم ، ولا يجوز : أعطيت أنّ زيدا درهم ، وذلك لأن مفعولها في الحقيقة ، على ما تقدم غير مرة ، هو مصدر الخبر مضافا إلى المبتدأ ، و «أنّ» المفتوحة موضوعة لهذا المعنى ، فنقول :
إذا دخلت أفعال القلوب على «أنّ» المفتوحة فهي ناصبة لمفعول واحد هو مفعولها الحقيقي ، ويكثر ذلك إن كان ذلك الفعل مما يقلّ نصبه لمفعول واحد ، نصبا صريحا ، كحسبت ، وخلت ، وظننت ، لأنها لا تطلب في ظاهر الاستعمال إلا مسندا ومسندا إليه ، سواء نصبتهما ، كما في : حسبت زيدا قائما ، أو لم تنصبهما نحو : حسبت أن زيدا قائم ، إذ مقصود الجزأين المنصوبين هو المصرح به في الجزأين المصدّرين بأن ؛
هذا مذهب سيبويه ، أعني أنّ «أنّ» مع اسمها وخبرها ، مفعول ظنّ ، ولا مفعول له آخر مقدرا ، والأخفش يجعل «أن» مع جزأيها في مقام المفعول الأول ويقدّر الثاني ، أي : علمت أن زيدا قائم حاصلا ، أي : قيام زيد حاصلا ؛ ولا حاجة إلى ذلك ، كما بيّنا ، ولو كان مقدّرا لجاز إظهاره ، إذ لم يسدّ مسدّه شيء حتى يكون واجب الإضمار ؛
ولا نقول إن «أنّ» مع جزأيها في تقدير اسم مفرد في جميع المواضع ، كما يجيء في الحروف المشبهة بالفعل ، فكيف تكون في تقدير اسمين ، بل الأولى أن يقال : ان الاسمين المنصوبين نحو : علمت زيدا قائما ، سادّان مسدّ «أنّ» مع اسمها وخبرها ومفيدان فائدتهما ، إذ هما (١) بتقدير المصدر بلا آلة مصدريّة كما كان الكلام مع «أنّ» بتقدير المصدر ؛
هذا آخر الكلام في أفعال القلوب ؛
__________________
(١) علة الأولوية التي أشار إليها ؛