وقليلا في خبر «لكنّ» ، قال :
٧٧٥ ـ ولكنّ أجرا لو فعلت بهيّن |
|
وهل ينكر المعروف في الناس والأجر (١) |
ومع «أنّ» مرفوعة (٢) ، قال :
٧٧٦ ـ ألا هل أتاها والحوادث جمة |
|
بأنّ امرأ القيس بن تملك بيقرا (٣) |
وقد ذكرت مواضع زيادتها في «ما» الحجازية (٤) ،
ومن غريب زيادتها : أن تزاد في المجرور ، نحو قوله :
٧٧٧ ـ فأصبحن لا يسألنه عن بما به |
|
أصعّد في علو الهوى أم تصوّبا (٥) |
وتضمر كثيرا مع «الله» في القسم ، نحو : ألله لأفعلنّ ، وشاذا قليلا في غيره ، كقول رؤبة : خير ، لمن قال له : كيف أصبحت؟
* * *
قوله : «واللام للاختصاص» ، لام الجرّ مكسورة مع غير الضمير ، مفتوحة معه ، وكسرها معه أيضا : لغة خزاعية ، وربّما فتحت قبل «أن» المضمرة ، نحو : ليعلم (٦) بفتح الميم ، وتقل فتحها مع جميع المظهرات ؛
اعلم أن كل كلمة على حرف واحد ، كالواو ، والفاء ، ولام الابتداء ... فحقها الفتح ، لثقل الضمة والكسرة على الكلمة التي هي في غاية الخفة بكونها على حرف ،
وإنما كسرت باء الجرّ ولامه لموافقة معمولهما ، ولم تكسر كاف التشبيه ، لأنها تكون
__________________
(١) وجه الشاهد فيه زيادة الباء في خبر لكن ، وبعد أن شرحه البغدادي قال إن قائله غير معروف ؛
(٢) أي واقعة مع جملتها في محل رفع ؛
(٣) من قصيدة لامرئ القيس. قالها في رحلته إلى ملك الروم للاستنجاد به في الأخذ بثأر أبيه وتقدم بعض أبياتها ، وتملك على صيغة الفعل المضارع : اسم امرأة من جدّات امرئ القيس ، وبيقر ، فعل ماض معناه : هجر وطنه إلى وطن آخر ، وله معان أخرى ، أنسبها بالبيت ما ذكرنا.
(٤) في الجزء الثاني من هذا الشرح ؛
(٥) بيت مجهول القائل ، مع استشهاد كثير من النحويين به ؛
(٦) بفتح لام الجر في أول الفعل ، وقوله بفتح الميم ليبين أن اللام للتعليل وأن مقدرة بعدها ليكون الفعل من المواضع التي أشار إلى فتح اللام فيها ؛