ماويّ ، يا ربّتما غارة |
|
شعواء كاللذعة بالميسم (١) ـ ٧٤٤ |
وقوله :
٧٨٠ ـ فإن تمس مهجور الفناء فربّما |
|
أقام به بعد الوفود وفود (٢) |
ووجه ذلك أن المادح يستقل الشيء الكثير من المدائح لأن الكثير منها كأنه قليل بالنسبة إلى الممدوح بها ، وذلك أبلغ الوجهين في المدح ؛
ومن هذا القبيل قوله تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ ..)(٣) ، لأن «قد» لتقليل المضارع في الأصل ، وذلك كما يقول المتمدّح بكثرة العلم : لا تنكر أني أعرف شيئا من العلم وإن كان قليلا ؛
وهي حرف جر عند البصريين ، خلافا للكوفيين والأخفش ؛
وإنما حملهم على ارتكاب جعلها حرفا مع أنها في التقليل ، مثل «كم» في التكثير ، ولا خلاف في اسميتها ؛ بل هي مفيدة للتكثير في الأغلب كما ذكرنا كإفادة «كم» : أنهم لم يروها تنجرّ بحرف جر ولا بإضافة ، كما تنجر «كم» فلا يقال بربّ رجل ، ولا : غلام ربّ رجل ؛
وتشكل عليهم حرفيتها بنحو : ربّ رجل كريم أكرمت ، فإن حروف الجر : هي ما يفضي الفعل إلى المفعول الذي لولاها لم يفض إليه ، وأكرمت ، يتعدّى بنفسه ؛ قال
__________________
(١) تقدم ذكره أكثر من مرة في هذا الجزء ؛
(٢) من أبيات أوردها أبو تمام في باب المراثي من الحماسة لأبي العطاء السندي ، في رثاء يزيد بن هبيرة الغزاري يقول فيها :
ألا ان عينا لم تجد يوم واسط |
|
عليك بجاري دمعها لجمود |
وقوله فان تمس بالخطاب للميت ، أي ان أمسى فناء بيتك مهجورا فربما أقام به الخ ؛
(٣) أول الآية ١٨ سورة الأحزاب ؛