صاحب المغني (١) : إنما ذلك لأنه يضعف الفعل المتأخر من المفعول ، عن العمل ، فيعمد بحرف الجر ، كقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٢) ، ولا سيّما إذا وجب تأخير الفعل ، كما في «ربّ» ؛
والجواب ، أن العادة ، أن يعمد مثل ذلك الضعيف باللام فقط من بين حروف الجر ، لإفادتها التخصيص ، حتى تخصّ مضمون ذلك الضعيف عن العمل في ذلك المفعول ، بذلك (٣) المفعول ، فلا يستنكر عمله فيه ، نحو : لزيد ضربت وأنا ضارب لزيد ، وضربي لزيد حسن ؛ ويشكل أيضا بمثل قولك : رب رجل كريم أكرمته ، لأن الفعل لا يتعدى إلى مفعول بحرف الجر ، وإلى ضميره معا ، فلا يقال : لزيد ضربته ؛
واعتذروا بأن أكرمته ، صفة وأن العامل محذوف ؛ وهو عذر بارد ، لأن معنى رب رجل كريم أكرمت ، وأكرمته : شيء واحد ، والأول جواب بلا خلاف ، ولا شك أنك إذا قلت في جواب من قال ، ما أكرمت رجلا : ربّ رجل كريم أكرمته ، لم يحتج معنى الكلام إلى شيء آخر مقدر ، مثل : تحققت أو : ثبت ، على ما ادّعوا ؛
وإن اعتذروا بأن الضمير في أكرمته ، للمصدر ، أي : أكرمت الإكرام ، كما قيل في قوله :
هذا سراقة للقرآن يدرسه |
|
والمرء عند الرشا ان يلقها ذيب (٤) ـ ٨١ |
كان أبرد (٥) ، لأن ضمير المصدر المنصوب بالفعل قليل الاستعمال ، بخلاف نحو : ربّ
__________________
(١) منصور بن فلاح اليمني صاحب المغني في النحو. أحد معاصري الرضي ، وتكرر ذكره ؛
(٢) من الآية ٤٣ سورة يوسف ؛
(٣) متعلق بقوله حتى تخصّ أي اللام ؛
أكثر من مرة في هذا الشرح ؛
قوله قبل ذلك بقليل ؛ وهذا عذر بارد ؛ في رده على قولهم ان «أكرمته» صفة ، وأن العامل صالح ، ويكثر من الرضي مثل هذا الرد القاسي في نقده لآراء غيره ؛