لا يتقدم عليه ناسخ ، ولزم الصّدر ؛
قوله : «محذوف غالبا» ، إذا كان الكلام الذي ، ربّ جواب عنه ، مصرّحا به نحو : ما لقيت رجلا ، لم يمتنع حذف نعت مجرور ربّ ، لدلالة القرينة عليه ، وكذا إذا كانت القرينة غير ذلك ، كما في قوله : وأسرى من معشر أقيال (١) ، أي : أسرتهم ، وإن لم تكن هناك قرينة ، وجب وصف مجرور «ربّ» بما يفيد معنى الكلام التام ، كما ذكرنا في : أقلّ رجل يقول ذلك ؛
ووصفه ، إمّا فعلية ، نحو : ربّ رجل كريم لقيته ، أو : جار ومجرور أو ظرف ، نحو : ربّ رجل في الدار ، أو ، أمامك ، أو اسمية نحو :
يا ربّ هيجا هي خير من دعه (٢) ـ ٧٨١
أو صفة مشتقة ، نحو قوله صلّى الله عليه وسلّم : «رب نفس طاعمة ناعمة» الخبر بتمامه (٣) ، وليس شيء من هذه الأشياء عاملا في «ربّ» بل هو وصف لمجرورها ، كما ذكرنا ، وتسميته بجواب «ربّ» : بعيد ؛
ويجوز أن يعطف قياسا على المجرور بربّ ، وبكم ، وعلى النكرة المجرورة بكلّ ، وأيّ : اسم مضاف إلى ضميرها ، لكون ذلك الضمير نكرة ، كما مرّ في باب المعارف (٤) ، نحو : ربّ شاة وسخلتها ، وكم ناقة وفصيلها ، وكل رجل وأخيه ، وأيّ رجل وغلامه ؛
وقال الجزولي (٥) : هذا المعطوف معرفة ، لكنه جاز ذلك لأنه يجوز في التابع ما لا يجوز في المتبوع ؛ ولو كان كما قال ، لجاز ربّ غلام والسيّد ؛
__________________
(١) الشاهد المتقدم من قصيدة الأعشى ؛
(٢) الرجز الذي تقدم أنه من شعر لبيد بن ربيعة ؛
(٣) إشارة إلى الحديث المتقدم قريبا ؛
(٤) في الجزء الثالث من هذا الشرح ؛
(٥) تقدم ذكره كثيرا ؛