٨١٧ ـ ولا ترى الضبّ بها ينجحر (١)
وقولك : ليس لأخي زيد أخ ، أعني نفي الشيء بنفي لازمه ، لأن نفي اللازم يستلزم نفي الملزوم ، فأخو زيد ملزوم ، والأخ لازمه ، لأنه لا بدّ لأخي زيد من أخ هو زيد ، فنفيت هذا اللازم والمراد نفي الملزوم ، أي : ليس لزيد أخ ، إذ لو كان له أخ لكان لذلك الأخ أخ ، هو زيد ؛
فكذا هنا : نفيت أن يكون لمثل الله مثل ، والمراد نفي مثله تعالى ، إذ لو كان له مثل لكان هو تعالى مثل مثله ؛
والكاف لا يدخل على المضمر خلافا للمبرد ، إذ لو دخله لأدّى إلى إجتماع الكافين إذا شبهت بالمخاطب ، فطرد المنع في الكل ؛
وقد دخل في الشعر على المنصوب المنفصل ، قال :
٨١٨ ـ فأجمل وأحسن في أسيرك انه |
|
ضعيف ولم يأسر كإياك آسر (٢) |
وهو من باب إقامة بعض الضمائر مقام بعض ؛ وعلى المجرور أيضا ، قال :
٨١٩ ـ فلا ترى بعلا ولا حلائلا |
|
كه ولا كهنّ إلا حاظلا (٣) |
وقال :
٨٢٠ ـ وأمّ أو عال كهأ أو أقربا (٤)
__________________
(١) منسوب إلى عمرو بن أحمر الباهلي في وصف فلاة ، وقبله : لا تفزع الأرنب أهوالها ... وفيه ما في الشطر الثاني من الاستشهاد ؛
(٢) قائله مجهول ؛ ومعناه واضح ؛
(٣) من رجز لرؤبة يصف حمار وحش يمنع إناثه من أن يقر بها غيره. والبيت في سيبويه ج ١ ص ٣٩٢ ؛
(٤) من أرجوزة للعجاج ، وهو في هذا البيت يصف حمار الوحش وقد هرب بإناثه. وكان يريد الماء فأبصر الصياد ، وقبله : خلّى الذنابات شمالا كثبا ؛ والذنابات وأم أو عال موضعان ، يعني أنه جعل هذين المكانين عن شماله قريبا منه بل أحدهما أقرب من الآخر ؛ وهو في سيبويه ج ١ ص ٣٩٢ ؛