فلا تطلب متعلقا ، كما ذكرنا في «كما» ، وتبقى «ربّ» للتقليل ، أي لتقليل النسبة التي في الجملة الواقعة بعدها ؛ ومن قال انها اسم ، فهي كافة له ، أيضا ، عن طلب المضاف إليه ،
و «ما» التي بعد كثر ، وقلّ ، وطال ، نحو : قلّما ، وكثر ما ، وطالما : إمّا كافة للفعل عن طلب الفاعل ، وإمّا مصدرية ، والمصدر فاعل الفعل ؛ وقال بعضهم : هي في قوله :
٨٢٤ ـ صددت فأطولت الصدود وقلّما |
|
وصال على طول الصدود يدوم (١) |
زائدة ، ووصال فاعل «قلّ» ، وهي عند سيبويه كافة ووصال مبتدأ ؛
قوله : «ومذ ومنذ إلى آخره» ، قد مضى شرحه في الظروف المبنية (٢) ؛
قوله : «حاشا وخلا وعدا للاستثناء» ، مضى شرحها في باب الاستثناء (٣) ؛
واعلم أنه إذا أمكن في كل حرف يتوهم خروجه عن أصله وكونه بمعنى كلمة أخرى ، أو زيادته : أن يبقى على أصل معناه الموضوع هو له ، ويضمّن فعله المعدّى به معنى من المعاني يستقيم به الكلام ، فهو الأولى ، بل الواجب ؛ فلا نقول ان «على» بمعنى «من» في قوله تعالى تعالى : (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ)(٤) ، بل يضمّن «كالوا» معنى تحكموا في الاكتيال وتسلطوا ؛ ولا يحكم بزيادة «في» ، في قوله :
وان تعتذر بالمحل من ذي ضروعها |
|
إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي(٥) ـ ١٠٠ |
بل يضمّن «يجرح» معنى يؤثر بالجرح ؛
وقد مضى كثير من ذلك في أماكنه ؛
__________________
(١) من قصيدة للمرار الفقعسي ، وهو في سيبويه : ج ١ ص ١٢. ٤٥٩ منسوب لعمر بن أبي ربيعة ، وقال الأعلم في شرحه انه للمرار الفقعسيّ ؛
(٢) في الجزء الثالث من هذا الشرح ؛
(٣) في الجزء الثاني من هذا الشرح ؛
(٤) الآية الثانية من سورة المطففين ؛
(٥) تقدم في الجزء الأول ، آخر باب المفعول به ؛