بالفتح حرفا مصدريا ، فصار الكاف مع «ان» كلمة واحدة ، فلا عمل للكاف ، كما كان لها حين كانت في محل خبر «إن» ، لصيرورتها كجزء الحرف ، كما ذكرنا في كاف «كذا» و «كأيّن» (١) ، ولا تقتضي ما تتعلق به ، كما كانت تقتضيه حين كانت في محلّ الخبر ، لأنها خرجت بالجزئية عن كونها جارّة ؛
فإذا خففت «كأنّ» فالأصح إلغاؤها ، وقد جاء :
٨٥٥ ـ كأن وريديه رشاء خلب (٢)
وقال :
٨٥٦ ـ وصدر مشرق اللون |
|
كأن ثدياه حقّان (٣) |
وإذا لم تعملها لفظا ، ففيها ضمير شأن مقدّر عندهم ، كما في «أن» المخففة ، ويجوز أن يقال : ان ذلك غير مقدّر بعدها لعدم الداعي إليه ، كما كان في «أن» المخففة ، لكن لمّا لزم الفعلية التي تليها ، ما لزم «أن» المخففة من حروف العوض (٤) ، قوي إضمار الشأن بعدها ، إجراء لها مجرى «أن» ؛ ولزوم حرف العوض بعدها في الفعلية ، يقوّي كونها مركبة من الكاف وأنّ ؛
ويجيء بعد المهملة : اسمية ، كقوله :
__________________
(١) انظر باب الكنايات في الجزء الثالث ؛ من هذا الشرح ؛
(٢) روي قبله : ومعتد فظ غليظ القلب ؛ وبعد الشاهد : تركته مجدّلا كالكلب. وهو في سيبويه ج ١ ص ٤٨٠ ؛ ونسبه بعضهم لرؤبة بن العجاج ، والرشاء الحبل الذي يستقى به ، والخلب أراد به البئر ؛
(٣) روي : ووجه ، كما روي : ونحر ، وأنسب الروايات : وصدر كما هو هنا ، وهو أحد أبيات سيبويه التي لم يعرف قائلوها. وكثر تشبيه الشعراء للثدي بالحق. لأنه كان ينحت أحيانا من العاج ؛
(٤) الحروف التي تقدم ذكرها في الكلام على أن المفتوحة إذا خففت وعملت في ضمير الشأن ؛