و «حيثما» : لم يجزم «إذن» ما هو جوابه نحو : إذن أكرمك ، كما جزمت إذ ما وحيثما.
وإنما قلنا بكون الغالب في «إذن» تضمن معنى الشرط ، ولم نقل بوجوبه فيه ، كما أطلق النحاة ، لأنه لا معنى للشرط في قوله تعالى : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)(١).
وإذا كان للشرط جاز أن يكون للشرط في الماضي ، نحو : لو جئتني ، إذن ، لأكرمتك ، وفي المستقبل ، نحو : إذن أكرمك بنصب الفعل.
وإذا كان بمعنى الشرط في الماضي ، جاز إجراؤه مجرى «لو» في إدخال اللام في جوابه ، كقوله تعالى : (إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ ..)(٢) ، أي : لو ركنت إليهم شيئا قليلا لأذقناك ؛ وكذا قوله :
إذن لقام بنصري معشر خشن (٣) ـ ٦٣٠
وليس اللام جواب القسم المقدّر ، كما قال بعضهم.
وإذا كان بمعنى الشرط في المستقبل ، جاز دخول الفاء في جزائه ، كما في جزاء «إن» ، قال :
٦٣٢ ـ ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه |
|
إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي (٤) |
إذن فعاقبني ربّي معاقبة |
|
قرّت بها عين من يأتيك بالحسد |
أي إن أتيت بشيء فلا رفعت .. ؛
ثم ، قد يستعمل بعد «لو» و «إن» ، توكيدا لهما ، لأن «إذن» مع تنوينه الذي هو عوض من الفعل ، بمعنى حرفي الشرط المذكورين مع فعل الشرط ، نحو : لو زرتني إذن أكرمتك ، وإن جئتني إذن أزرك ، فكأنك كررت كلمتي الشرط مع الشرطين للتوكيد.
__________________
(١) الآية ٣٠ سورة الشعراء ؛
(٢) من الآية ٧٥ سورة الإسراء.
(٣) الشاهد المتقدم قبل قليل ؛
(٤) من قصيدة النابغة الذبياني التي تعد إحدى المعلقات. وتضمن هذا الشرح عددا من أبياتها في مواضع متفرقة ؛