صدر الجملة من الأصل ، لجاز من غير اسم الإشارة نحو : ها أنت زيد ؛
وما حكى الزمخشري من قولهم : ها إن زيدا منطلق ، وها ، افعل كذا (١) ، ممّا لم أعثر له على شاهد ؛
فالأولى أن نقول : ان هاء التنبيه مختص باسم الإشارة ، وقد يفصل عنه كما مرّ ، ولم يثب دخولها في غيره ، من الجمل والمفردات ؛
وقد عدّ ابن مالك «يا» من حروف التنبيه ، قال (٢) : وأكثر ما يليها. منادى أو أمر ، نحو : (أَلَّا يَسْجُدُوا)(٣) أو تمنّ نحو : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ)(٤) أو تقليل نحو :
ما ويّ يا ربّتما غارة (٥) ... ـ ٧٤٤
وقد يليها فعل المدح والذم والتعجّب ؛
ومن جعلها حرف نداء فقط ، قدّر في جميع هذه المواضع منادى ، بخلاف من جعلها حرف تنبيه ؛
ولجميع حروف التنبيه صدر الكلام ، كما للاستفهام ، كما تقدم ، إلّا «ها» الداخلة على اسم الإشارة غير مفصولة ، فإنها تكون ، إمّا في الأول ، أو الوسط ، بحسب ما يقع اسم الإشارة ؛
__________________
(١) انظر عبارته في شرح ابن يعيش ج ٨ ص ١١٣ ؛
(٢) قاله ابن مالك في التسهيل ، حروف النداء ؛
(٣) الآية ٢٥ سورة النمل ؛
(٤) الآية ٧٣ سورة النساء ؛
(٥) تقدم في هذا الجزء ص ٢٤١ ؛