ولا يكون التحضيض في الماضي الذي قد فات ، إلّا أنها تستعمل كثيرا في لوم المخاطب على أنه ترك في الماضي شيئا ، يمكنه تداركه في المستقبل ، فكأنها من حيث المعنى ، للتحضيض على فعل مثل ما فات ؛
وقلّما تستعمل في المضارع ، أيضا ، الّا في موضع التوبيخ واللّوم على ما كان يجب أن يفعله المخاطب قبل أن يطلب منه ؛
فإن خلا الكلام من التوبيخ ، فهو العرض ، فتكون هذه الأحرف للعرض ؛
وتستعمل في ذلك المعنى : «ألا» مخففة ، أيضا ، و «لو» التي فيها معنى التمني ، نحو : لو نزلت فأكلت ، و «أما» نحو : أما تعطف عليّ ؛
قوله : «وتلزم الفعل لفظا» ، نحو : (لَوْ لا أَرْسَلْتَ ..)(١) و : (لَوْ ما تَأْتِينا)(٢) أو تقديرا نحو قوله :
تعدّون عقر النيب أفضل مجدكم |
|
بني ضوطرى ، لولا الكمى المقنّعا (٣) ـ ١٥٩ |
ويجوز : هلّا زيدا ضربته ؛
وجاءت الاسمية بعدها في ضرورة الشعر ، نحو قوله :
يقولون ليلى أرسلت بشفاعة |
|
إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها (٤) ـ ٦٤٥ |
وإذا وليها الظرف فهو منتصب بالفعل الذي بعده ، لا بمقدر قبله ، كما في قوله تعالى : (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ..)(٥) ، لأن الظرف يتّسع فيه ، وأمّا إذا كان الفاصل منصوبا غير الظرف ، نحو : هلّا زيدا ضربت فهو على الخلاف الذي مضى ؛ ولزومها صدر الكلام لما مرّ قبل ؛
__________________
(١) الآية ١٣٤ سورة طه ؛
(٢) الآية ٧ سورة الحجر ؛
(٣) من شعر جرير ، وتقدم في الجزء الأول في باب المنصوب على شريطة التفسير ؛
(٤) تقدم ذكره في هذا الجزء ، ص ٥٥
(٥) الآية ٣٩ سورة الكهف ؛