ابن عمرو ، وذلك لكثرة استعمال «ابن» بين علمين وصفا ، فطلب التخفيف لفظا بحذف التنوين من موصوفه ، وخطّا بحذف ألف «ابن» ، وكذلك في قولك : هذا فلان بن فلان ، لأنه كناية عن العلم ، وكذا : طامر بن طامر ، وهيّ بن بيّ ، وضل بن ضلّ (١) ، لأنه قد يعبّر به عمّن لا يعرف ، على إجرائه مجرى العلم ، وإن كان يدخل فيه كل من كان بهذه الصفة ؛
فإن لم يكن بين علمين ، نحو : جاءني كريم ابن كريم ، أو : زيد ابن أخينا ، لم يحذف التنوين لفظا ، ولا الألف خطا ، لقلة الاستعمال ، وكذا إذا لم يقع صفة نحو : زيد : ابن عمرو ، على أنه مبتدأ وخبر ، لقلة استعماله أيضا كذلك ، مع أن التنوين حذف في الموصوف لكونه مع الصفة كاسم واحد ، والتنوين علامة التمام ، وليست هذه العلة موجودة في المبتدأ والخبر ،
وحكم «ابنة» : حكم «ابن» ، وفي الوصف ببنت ، وجهان ، كما مرّ في باب النداء (٢) ؛
وحذفه في نحو قوله :
وحاتم الطائيّ وهّاب المئي (٣) ـ ٥٢٩
وقوله :
٩٢٨ ـ فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا (٤) |
ضرورة ، وقرئ في الشذوذ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ)(٥) ؛
__________________
(١) الأمثلة الثلاثة كلها تطلق على من لا يعرف ، ولا يعرف له أب ، وضلّ في اللسان بضم الضاد ؛
(٢) في الجزء الأول من هذا الشرح ؛
(٣) تقدم ذكره أكثر من مرة وانظر فهرس الشواهد ؛
(٤) منسوب إلى أبي الأسود الدولي في شأن امرأة رغبت في الزواج منه فقبل ، ثم لم تعجبه فطلقها وقال في ذلك :
أريت امرءا كنت لم أبله |
|
أتاني فقال اتخذني خليلا .. الخ |
(٥) الآيتان : الأولى والثانية ، سورة الاخلاص ، والقراءة التي أشار إليها تنسب إلى سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ؛