بمعنى التعليل (١) ، وأن تكون جارّة كاللام مضمرا بعدها «أن».
واللام في : كي لتقضيني ، زائدة عندهم أيضا ، أو بدل من «كي» الجارّة ، و «أن» عندهم في : لكيما أن .. بدل من «كي» ، لأن «كي» بعد اللام بمعنى «أن» كما مرّ.
ولا يتقدم على «كي» معمول الفعل المنصوب بعدها ، فلا يقال : جئتك كي زيدا تضرب ، لأنها إمّا جارّة أو ناصبة ، ولا يتقدم عليهما (٢) معمول ما بعدهما ، وأجاز الكسائي تقديم معمول منصوب «كي» عليها.
وأمّا قول الشاعر :
٦٤١ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ فانما |
|
يراد الفتى كيما يضر وينفع (٣) |
برفع يضر .. ، فقيل : «ما» كافّة ، وقيل ، مصدرية وكي جارّة ، أي لمضرته ومنفعته.
وجوّز المبرّد والكوفيون نصب المضارع بعد «كما» على أنها بمعنى «كيما» والياء محذوفة وأنشدوا :
٦٤٢ ـ لا تظلموا الناس كما لا تظلموا (٤)
وقيل : بل الناصب : «ما» تشبيها لها بأن ، والكاف للتشبيه ، والبصريون يمنعون ذلك وينشدون :
__________________
(١) المعرف في مثل ذلك أن تكون ناصبة بنفسها فتكون لام التعليل مقدرة قبلها. قياسا ؛
(٢) أي على النوعين.
(٣) روي البيت بنصب يضر وينفع كما روي يرفعهما ، وفي حالة النصب تكون «ما» زائدة والفعل منصوب بكي وقبلها لام التعليل مقدرة ، وفيه توجيهات أخرى ، وهذا بيت مفرد ، ورد في ديوان قيس بن الخطيم ، ونسبه بعضهم إلى النابغة الجعدي أو النابغة الذبياني ؛
(٤) هكذا ورد بإسناد الفعلين إلى ضمير الجماعة وهو ، بهذه الصيغة غير معروف القائل ، وقال البغدادي ان المشهور : لا تشتم الناس كما لا تشتم بخطاب الواحد : وهو بهذه الصيغة موجود في سيبويه ج ١ ص ٤٥٩ وسيأتي بهذه الصيغة أيضا في قسم الحروف من هذا الشرح.