[قال الرضي] :
ابتدأ بالحروف التي ينتصب الفعل بعدها بإضمار «أن».
أن هذه الحروف مختلف فيها إذا انتصب الفعل بعدها بإضمار «أن» ، فعند : حتى ، ولام كي ، ولام الجحود : حروف جرّ ، والواو ، والفاء ، وأو ، حروف عطف ، ولا ينصب شيء منها بنفسه ، لأن الثلاثة الأولى من عوامل الأسماء ، ولا يعمل شيء منها في الأفعال ؛ والثلاثة الأخيرة غير مختصة ، وشرط العامل الاختصاص بأحد القبيلين (١) ؛ وجاءت «أن» ظاهرة بعد لام كي ، خاصة ، في بعض المواضع ، فتبيّن بذلك أنها غير عاملة بنفسها.
وعند الكوفيين أن حتى ، واللامين ، تنصب بنفسها ، لقيامها مقام الناصب ، فاللام قامت مقام كي ، فعملت عملها ، وكذلك حتى التعليلية ، وأما إذا كانت بمعنى إلى ، فتعمل عمل «أن».
وفيما قالوا بعد ، لأن الأصل عدم خروج الشيء عن أصله واعتقاد بقائه على أصله :
أولى ، ما لم يضطر إلى اعتقاد خروجه عن ذلك الأصل.
وفيما تأوّل البصريون من تقدير الناصب بعد هذه الجارّة ، حتى تبقى على أصلها ، مندوحة عن اعتقاد خروجها عن أصلها ، ولا سيّما وقد ثبت تقدير الناصب في نحو قولها :
٦٤٣ ـ للبس عباءة وتقرّ عيني |
|
أحبّ إليّ من لبس الشفوف (٢) |
وفي قوله :
__________________
(١) أي قبيل الأسماء وقبيل الأفعال ؛
(٢) صواب الرواية : ولبس بواو العطف لأن قبله ببيتين : أول القصيدة وهو :
لبيت تخفق الأرواح فيه |
|
أحبّ إليّ من قصر منيف |
والأرواح جمع ريح ، وأخطأ من قال أرياح ، وهذا من كلام ميسون بنت بحدل الكلابية ، أم يزيد ابن معاوية ، تزوجها معاوية وكانت في البادية فلم تعجبها حياة القصور فقالت هذه الأبيات ، ولذلك قال الشارح كقولها ؛