ومهما : اسم ، بدليل رجوع الضمير إليه ، قال تعالى : «مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ (١) ..».
وقال الشاعر :
٦٧١ ـ إذا سدته سدت مطواعة |
|
ومهما وكلت إليه كفاه (٢) |
وقد جاء «ما» و «مهما» ظرفي زمان ، تقول : ما أجلس أجلس ، ومهما تجلس أجلس ، أي : ما تجلس من الزمان أجلس فيه.
وأما «اذما» فهو عند سيبويه حرف (٣) ، كإن ، ولعله نظر إلى أن لفظة «ما» تدخل على «إذا» مع أن فيه معنى الشرط ، وهي للمستقبل ؛ وإن دخلت على الماضي ، كإن ، ولا تصير جازمة معها ، فكيف بإذ ، الخالية من معنى الشرط الموضوعة للماضي ، فإذما. عنده غير مركبة.
قال السيرافي (٤) : ما علمت أحدا من النحاة ذكر «اذما» عير سيبويه وأصحابه ، واستشهد سيبويه ببيتين (٥) ، أحدهما قوله :
٦٧٢ ـ إذ ما دخلت على الرسول فقل له |
|
حقّا عليك إذا اطمأنّ المجلس (٦) |
والآخر قوله :
__________________
(١) الآية ١٣٢ من سورة الأعراف.
(٢) روى الشطر الأول كما في الشارح : إذا سدته من السيادة وهو بهذه الرواية من شعر المتنخل الهذلي ، وروي : إذا سسته من السياسة وهو بهذه الرواية من شعر ذي الأصبع العدواني. وقال البغدادي ان قوله سدته ليس من السيادة كما قال بعضهم وإنما هو من المساودة بمعنى المسارّة من السرّ ، يعني إذا ساررته وحدثته وجدته مطواعا ؛
(٣) انظر سيبويه ج ١ ص ٤٣٢ ؛
(٤) أبو سعيد السيرافي شارح كتاب سيبويه وتكرر ذكره.
(٥) انظر ج ١ ص ٤٣٢ ؛
(٦) قائله العباس بن مرداس من أبيات وجهها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم تحدث فيها عن غزوة حنين ويذكر مواقفه وبلاءه هو وقومه في هذه الغزوة ، وتقدم أن البيت من شواهد سيبويه ؛