فعلى ، فحقها ، على هذا ، أن تكتب بالياء (١) ، ولو سمّي بها لم تنصرف لكون الألف زائدة ولو قيل انها للتأنيث ، لم تنصرف مع تنكيرها ، أيضا.
وقال الخليل (٢) : هي «ما» ألحقت بها «ما» كما تلحق بسائر كلمات الشرط ، نحو : متى ما ، وإمّا ، ثم استكره تتابع المثلين ، فأبدل ألف «ما» الأولى هاء ، لتجانسهما في الهمس ؛ وقول الخليل قريب ، قياسا على أخواتها.
وقال الزجاج (٣) : هي مركبة من «مه» بمعنى «كفّ» و «ما» الشرطية ، وفيه بعد ، وهو أن يقال في : مهما تفعل أفعل : إنه ردّ على كلام مقدر ، كأنه قال لك قائل :
أنت لا تقدر على ما أفعل ، فقلت : مهما تفعل أفعل ؛ ولو ثبت ما حكى الكوفيون عن العرب : مهمن بمعنى «من» كما في قوله :
٦٦٩ ـ أماويّ ، مهمن يستمع في صديقه |
|
أقاويل هذا الناس ماويّ يندم (٤) |
لكان مقوّيا لمذهب الزجاج.
وقد جاء «مهما» في الاستفهام بمعنى «ما» الاستفهامية ، أنشد أبو زيد (٥) في نوادره :
٦٧٠ ـ مهما لي الليلة مهما ليه |
|
أودى بنعليّ وسرباليه (٦) |
__________________
(١) لأنها ألف مقصور رابعة.
(٢) انظر كتاب سيبويه ج ١ ص ٤٣٣ ؛
(٣) الزجاج : أبو اسحاق ابراهيم بن السري ، تكرر ذكره ؛
(٤) هذا البيت قال عنه البغدادي انه يشبه شعر حاتم الطائي ، وكانت زوجته تسمّى ماوية. وترخم إلى ماويّ ، وكثر ذكرها في شعره ، قال البغدادي ولكني لم أجده في ديوانه ولم أقف عليه منسوبا إليه ؛
(٥) أبو زيد الأنصاري صاحب كتاب النوادر ، وهو ممن تكرر ذكرهم في هذا الشرح ؛
(٦) مطلع قصيدة لعمرو بن ملقط الطائي أوردها كلها أبو زيد الأنصاري في نوادره كما أوردها ابن الأعرابي كذلك ومنها البيت الذي يستشهد به على الجمع بين الفاعل الظاهر والضمير وهو قوله :
ألفينا عيناك عند القفا |
|
أولى فأولى لك ذا واقية |