وأَبْقَوُا الصوتَ ، فاعتمد الصوتُ عَلى فتْحَةِ الخاء ، فصار معها ألفاً لَيِّنَةً.
وكذلك نحوُ ذلك ، فَافْهَمْ.
ومنه التّخْوِيفُ والإخَافَةُ والتّخوُّفُ.
والنّعْتُ : خائِفٌ .. وهو الْفَزِع.
قال : وتقول : طريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ ـ يَخَافُهُ الناسُ.
ووجعٌ مَخوفٌ ومُخِيفُ ـ يُخِيفُ مَنْ رآه.
وهكذا قال الأصمعي : قال : وحائطٌ مخُوفٌ ، وثَغْرٌ مَخُوفٌ ـ يُفْرَقُ منه ، ويجيء الْخَوْفُ مِن قِبَله.
وقال الليثُ : خَوَّفْتُ الرجلَ ـ إذا جعلتُ فيه الْخَوْف.
وخَوَّفْتُهُ ـ إذا جعلْتُه بحالة يَخَافُهُ فيها الناسُ.
وقال الله جلّ وعزّ : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) [النّحل : ٤٧].
قال الفرَّاءُ : جاء في التفسير : أَنَّه التّنَقُّصُ.
قال : والعَرَبُ تقول : تَخَوَّفْتُهُ ـ أي : تَنَقَّصْتُه من حَافَاتِهِ. فهذا الذي سمعتُ.
وقد أتى التفسيرُ بالْخَاء.
وأخبرني المنذريُّ ـ عن الحرَّاني عن ابن السِّكِّيت ـ قال : يقال : ويَتَخَوَّفُ المالَ ويَتَحَوَّفُه ـ أي :
يَتنَقَّصُهُ ، ويأخذُ من أطرافه. وقال ابنُ مُقبلٍ :
تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَامِكاً قَرِداً |
كمَا تَخوَّفَ عُودَ النبْعَةِ السّفَنُ |
شمرٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : تحَوَّفْتُ الشيء وتَحَيّفْتُهُ ، وتَخَوّفْتُهُ وتَخَيَّفْتُهُ ـ إذا تنقَّصْتُه.
وقال الكسائيُّ : ما كان من ذَوات الثلاثة ـ من بَنَاتِ الواو ـ : فإنه يُجْمَعُ على «فُعَّلٍ» .. وفيه ثلاثة أوجه : يقال : خَائِفٌ .. وخُيَّفٌ ، وخِيَّفٌ .. وخُوَّفٌ.
قال : ونحوُهُ : كذلك.
وقال ابنُ السِّكِّيتِ : أخافَ القومُ ـ إذا أَتَوْا خَيْفَ مِنًى ، فنزلوا.
خفى : قال الليث : أخْفَيْتُ الصوتَ ، وأنا أُخْفِيه إخْفَاءً.
قال : وفِعْلُهُ اللازمُ : اخْتَفَى.
قلتُ : الأكْثرُ من كلام العرب : اسْتَخْفَى ... لا اخْتَفى.
و «اخْتَفَى» : لغةٌ ليست بالعالية.
أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : خَفَيْتُ الشيء : أظهرتُهُ وكتمتُهُ.
قال والرَّكِيَّةُ .. يقال لها : «خَفِيَّةٌ» لأنها استُخْرِجَت وأُظْهِرَتْ.
قال : و «أَخْفَيْتُ» ـ أيضاً ـ : مِثْلُهُ.
وقال الأخْفَشُ في قول الله جلّ وعزّ : (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) [الرّعد : ١٠].
قال : «المُسْتَخْفِي» : الظاهرُ.
و «السَّارِبُ» : الْمُتَوَارِي.
قال : ومَنْ قرَأ (أَكادُ أَخْفِيهَا) فمعناه : أظْهِرُها.
لأنّك تقول : خَفيْتُ السِّرَّ ـ أي : أظهرتُه.