وقال ابن الأعرابي : النافر : القامِرُ.
قال : هو يوم النّحْر ، ثم يوم القَر ، ثم يوم النَّفْر الأَول ، ثم يوم النَّفْر الثاني.
هكذا قال أبو عُبيد.
ويقال : فلانٌ لا في العِير ولا في النَّفِير.
قيل : هذا المَثل لقُريش من بين العَرب ، وذلك أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم لمّا هاجر إلى المَدِينة ونَهض منها لِيَلْقى عِيرَ قُريش سَمِع مُشْركو قُرَيش بذلك فنَهضُوا ولَقَوْه بِبَدْر ليأمَن عيرُهم المُقْبِلُ من الشام مع أبي سُفيان ، فكان من أمرهم ما كان ، ولم يكن تخلّف عن العِير والقتال إلّا زَمِنٌ أو مَن لا خَير فيه ، فكانوا يقولون لمن لا يَسْتَصلحونه لمهمّ : فلان لا في العِير ولا في النَّفِير.
فالعِيرُ : مَن كان منهم مع أبي سفيان ؛ والنَّفير : من كان منهم مع عُتْبة بن رَبيعة قائِدهم يوم بَدْر.
واستنفر الإمامُ الناسَ لجهاد العَدوّ فنَفَروا يَنْفرون ، إذا حَثّهم على النّفير ودَعاهم إليه ، ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «وإذا اسْتُنْفِرتم فانْفِروا».
ويقال : اسْتنفرت الوَحش وأَنْفرتها ، ونَفَّرْتُها ، بمعنًى واحد.
فنَفرت تَنْفِر ، واسْتنفرت تَسْتَنفر ، بمعنًى واحد ؛ ومنه قول الله عزوجل : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [المدثر : ٥٠ و٥١].
وقُرئت : «مُسْتَنْفِرَةٌ» بكسر الفاء ؛ بمعنى : نافِرة.
ومن قرأ : مُسْتَنْفَرة فمعناها : مُنَفَّرة ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
اضرب حِمَارَك إنّه مُسْتَنْفِر |
في إِثْر أَحْمِرةٍ عَمَدْن لِغُرَّبِ |
أي : نافر.
وفي حديث عُمر أنّ رجلاً في زمانه تَخلَّل بالقَصَب فَنَفَر فُوهُ ، فنَهى عن التخلُّل بالقَصَب.
قال أبو عُبيد ، عن الأصمعي والكِسائي : نَفَر فَمُه : أي وَرِم.
قال أبو عُبيد : وأُراه مأخوذاً من : نفار الشيء من الشيء ، إنما هو تَجافيه عنه وتَباعده منه ، فكأنّ اللحم لما أنكر الداء نَفَر منه ، فَظَهر ، فذلك نِفَارُه.
أبو عُبيد : رَجُل عِفْرٌ نِفْرٌ ، وعِفْريَةٌ نِفْرِيَةٌ ، وعِفْريتٌ نِفْريتٌ ، وعُفَارِيَةٌ ، نُفَاريَةٌ ، إذا كان خَبِيثاً مارداً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : النَّفَائر : العَصافِيرُ.
وقوله تعالى : (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء : ٦] نَفير ، جمع نَفْر : مثل ، الكَلِيب والعَبِيد.
ونَفْر الإِنسان ، ونَفَره ، ونَفْرته ، ونَفِيره ، ونَافرته : رَهْطه الذين يَنْصرونه ، ومنه قوله