أما المنقول من الاسم النكرة فنحو : حجر وأسد فكل واحد من هذين نكرة في أصله فإذا سميت به صار معرفة ، وأما المنقول من صفة فنحو : هاشم وقاسم وعباس وأحمر ؛ لأن هذه أصولها صفات تقول : مررت برجل هاشم ورجل قاسم وبرجل عباس.
__________________
(١) هو ما نقل عن غيره ، وهو :
(أ) إمّا منقول عن : "ظرف" نحو "وراءك" بمعنى تأخّر ، و "أمامك" بمعنى تقدّم ، و "دونك" بمعنى خذ ، "مكانك" بمعنى اثبت.
(ب) وإما منقول عن "جارّ ومجرور" نحو "عليك" بمعنى الزم ، ومنه : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (الآية : ١٠٥ سورة المائدة) و "أليك" بمعنى تنحّ ، ولا يقاس على هذه الظروف غيرها. ولا تستعمل إلّا متّصلة بضمير المخاطب ، لا الغائب ، ولا غير الضمير ، وموضع الضمير حرّ بالإضافة مع الظروف ، وجرّ بالحرف مع المنقول من الحروف ، وإذا قلت : "عليكم ك لّكم أنفسكم" جاز رفع "كل" توكيدا للضمير المستكنّ ، ودرّه توكيدا للمجرور.
(ج) وإمّا منقول عن مصدر وهو على قسمين :
(الأول) مصدر استعمل فعله ، نحو"رويد بكرا" أن أمهله ، فإنهم قالوا : " أروده إروادا" بمعنى أمهله إمهالا ، ثم صغّروا المصدر بعد حذف زوائده ، وأقاموه مقام فعله ، واستعملوه تارة مضافا إلى مفعوله ، فقالوا :
" رويد محمد" وتارة منونا ناصبا للمفعول ، فقالوا : " رويدا عليا" (" رويد" في المثالين : مصدر نائب عن أرود وفاعله مستتر وجوبا و" محمد" في الأول مفعول به مدرور بإضافة المصدر إلى مفعوله و" عليا" في الثاني مفعول به منصوب).
(الثاني) مصدر أهمل فعله نحو" بله" فإنه في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف ل" دع" و" اترك" يقال" بله عليّ" بنصب المفعول ، وبناء" بله" على الفتح على أنّه أسم فعل. وتستعمل" بله" بمعنى" كيف" فتكون خبرا مقدّما ، وما بعدها مبتدأ مؤخّر. وقد روي بالأوجه الثلاثة (الإضافة والنصب على أنه مفعول به والرفع على أنه مبتدأ مؤخر) قول كعب بن مالك في وقعة الأحزاب : تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفّ كأنّها لم تخلق (فاعل" تذر" يعود على السيوف في البيت قبله وهو قوله :
نصل السوف إذا قصرنا بخطونا |
|
قدما ونلحقها إذا لم تلحق |
والجماجم جمع جمجمة : وهو عظم الرأس ، وضاحيا من ضحا يضحى : إذا ظهر وبرز ، والهامة : وسط الرأس ومعظمه). انظر معجم القواعد العربية ٢ / ٤٦.