عمرا فعمرو في المعنى مفعول لزيد فهذه هي الأفعال التي يجوز لك فيها الإقتصار على المفعول الأول ؛ لأن الفائدة واقعة به وحده تقول : أعطيت زيدا ولا تذكر ما أعطيته فيكون كلاما تاما مفيدا.
وتقول : أضربت زيدا ولا تقول لمن أضربته.
واعلم أن من الأفعال ما يتعدى إلى مفعولين في اللفظ وحقه أن يتعدى إلى الثاني بحرف جر إلا أنهم استعملوا حذف خرف الجر فيه فيجوز فيه الوجهان في الكلام.
فمن ذلك قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً)(١) [الأعراف : ١٥٥] وسميته زيدا وكنيت زيدا أبا عبد الله ألا ترى أنك تقول : اخترت من الرجال وسميته بزيد وكنيته بأبي عبد الله ومن ذلك قول الشاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه |
|
ربّ العباد إليه الوجه والعمل |
وقال عمرو بن معد يكرب :
__________________
(١) ما ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهي : " أعطى" نحو" أعطى عبد الله زيدا درهما" و" كسا" نحو" كسوت بشرا الثياب الجياد". و" منح" نحو" منحت خالدا كتابا" و" ألبست أحمد قميصا" و" اخترت الرّجال محمّدا" و" سمّيته عمرا" وكنّيت" عمر أبا حفص" و" دعوته زيدا" التي بمعنى سمّيته ، و" أمرتك الخير" و" أستغفر الله ذنبا" وهذا وأمثاله يجوز فيه الاقتصار على المفعول الأول.
ويقول سيبويه في هذا الباب : الذي يتعدّاه فعله إلى مفعولين ، ، فإن شئت اقتصرت على المفعول الأوّل ، ، وإن شئت تعدّى إلى الثاني ، كما تعدّى إلى الأوّل.
وذلك قولك : " أعطى عبد الله زيدا درهما" و" كسوت بشرا الثّياب الجياد" ومن ذلك" اخترت الرّجال عبد الله" ومثل ذلك قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) (الآية : ١٥٥ سورة الأعراف) ، وسمّيته زيدا ، وكنّيت زيدا أبا عبد الله ، ودعوته زيدا إذا أردت دعوته التي تجري مجرى سمّيته ، وإن عنيت الدّعاء إلى أمر يجاوز مفعولا واحدا.
ومنه قول الشاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه |
|
ربّ العباد إليه الوجه والعمل |
انظر معجم القواعد العربية ٢٥ / ٢٦.