ويوما توافينا بوجه مقسّم |
|
كأن طبية تعطو إلى وارق السلم (١) |
وقال آخر :
ووجه مشرق النّحر |
|
كأن ثدياه حقّان |
لأنه لا يحسن هاهنا إلا الإضمار.
وزعم الخليل : أن هذا يشبه قول الفرزدق :
فلو كنت ضبّيا عرفت قرابتي |
|
ولكنّ زنجي عظيم المشافر |
قال سيبويه : والنصب أكثر في كلام العرب كأنه قال : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي ، ولكنه أضمر هذا.
قال : والنصب أجود ؛ لأنه لو أراد الإضمار لخفف ولجعل المضمر مبتدأ كقولك : ما أنت صالحا ولكن طالح : وتقول : إن مالا ، وإن ولدا ، وإن عددا أي : إن لهم مالا والذي أضمرت (لهم) وقال الأعشى :
إنّ محلا ، وإن مرتحلا |
|
وإنّ في السفر إذ مضوا مهلا (٢) |
__________________
(١) ان كان الحرف كأن فيغلب لها ما وجب ؛ لأن لكن يجوز ثبوت اسمها وافراد خبرها وقد روى قوله
ويوما توافينا بوجه مقسّم |
|
كأن ظبية تعطو الى وارق السّلم |
بنصب الظبية على انه اسم كأن والجملة بعدها صفة لها والخبر محذوف والتقدير كأن ظبية عاطية هذه المرأة على التشبيه المعكوس وهو أبلغ وبرفع الظبية على أنها الخبر والجملة بعدها صفة والاسم محذوف والتقدير كأنها ظبية وبجر الظبية على زيادة أن بين الكاف ومجرورها والتقدير كظبية. انظر شرح شذور الذهب ١ / ٣٦٧.
(٢) المختار أنّ اسم إنّ معرفة وخبرها نكرة. إذا اجتمع في اسم إنّ وأخواتها وخبرها فالذي يختار أن يكون اسمها معرفة لأنّها دخلت على الابتداء والخبر ، ولا يكون الاسم نكرة إلّا في الشّعر نحو قول الفرزدق :
وإنّ حراما أن أسبّ مقاعسا |
|
بآبائي الشّمّ الكرام الخضارم |
الخضارم : جمع خضرم : وهو الجواد المعطاء.
وقول الأعشى :
إنّ محلّا وإن مرتحلا |
|
وإن في السّفر إذ مضى مهلا |
المعنى : إنّ لنا في الدنيا حلولا ، وإن لنا عنها ارتحالا. انظر معجم القواعد العربية ٢ / ١٢٥.