تفصل بين الصفة والموصوف وتقول : إن زيدا منطلق وعمرا ظريف فتعطف عمرا على (إن) ومثل ذلك قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)(١) [لقمان : ٢٧].
وقد رفعه قوم ولم يجعلوا الواو عاطفة على تأويل (إذ) كقولك : لو ضربت عبد الله وزيد قائم ما ضرك ، أي : لو ضربت عبد الله وزيد في هذه الحال فكأنه قال : ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر هذا أمره ما نفدت كلمات الله وتقول : إن زيدا منطلق وعمرا فتعطف على زيد وتستغني بخبر الأول إذ كان الثاني في محل مثل حاله قال رؤبة :
إنّ الرّبيع الجود والخريفا |
|
يدا أبي العباس والصيوفا |
أراد : وإن الصيوف يدا أبي العباس فاكتفى بخبر الأول.
ولك أن ترفع على الموضع ؛ لأن موضع إن الابتداء فتقول : إن زيدا منطلق وعمرو ؛ لأن الموضع للابتداء وإنما دخلت إن مؤكدة للكلام.
__________________
(١) لك في هذا العطف وجهان : النصب عطفا على اسم إنّ نحو قولك : " إنّ زيدا منطلق وعمرا مقيم" وعلى هذا قرأ من قرأ والبحر بالفتح من قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ، وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) (الآية : ٢٧ سورة لقمان) وقد رفع آخرون : والبحر : والواو للحال. وعلى هذا قول الرّاجز وهو رؤبة بن العجّاج :
إنّ الرّبيع الجود والخريفا |
|
يدا أبي العبّاس والضّيوفا |
والوجه الآخر : عطفه على الابتداء الذي هو اسم إنّ قبل أن تدخل عليه إنّ تقول : " إنّ زيدا منطلق وسعيد. وفي القرآن الكريم مثله : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (الآية : ٣ سورة التوبة). وقال جرير :
إنّ الخلافة والنّبوّة فيهم |
|
والمكرمات وسادة أطهار |
وإذا قلت : " إن زيدا منطلق لا عمرو" فتفسيره مع الواو في وجهي النّصب والرّفع ، واعلم أنّ لعلّ وكأنّ وليت يجوز فيهنّ جميع ما جاز في" إن" إلّا أنّه لا يرفع بعدهن شيء على الابتداء.
ولكنّ بمنزلة" إن"
وتقول : " إنّ زيدا فيها لا بل عمرو" ، وإن شئت نصبت : أي : لا بل عمرا. انظر معجم القواعد العربية ٢ / ١٢٦.