مبتدأ وخبر والجملة التي بعد (إنّ) لا موضع لها من الإعراب بعامل يعمل فيها من فعل ولا حرف ألا ترى أنك تقول : إن عمرا منطلق فهذا موضع يصلح أن يبتدأ الكلام فيه فتقول : عمرو منطلق ويصلح أن يقع الفعل موقع المتبدأ فتقول : انطلق عمرو وهذه الجملة لا موضع لها من الإعراب لأنها غير مبنية على شيء.
و (إنّ) المكسورة تكون مبتدأة ولا يعمل فيها ما قبلها وهي كلام تام مع ما بعدها وتدخل اللام في خبرها ولا تدخل اللام في خبر (إن) إذا كانت (إن) محمولة على ما قبلها.
واللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل فلم تعمل نحو قولك : قد علمت إن زيدا لمنطلق وأظن إن زيدا لقائم فهذا إنما يكون في العلم والظن ونحوه.
ولا يجوز في غير ذلك من الأفعال لا تقول : وعدتك إنك لخارج إنما تدخل في الموضع الذي تدخل فيه أيهم فتعلق الفعل ألا ترى أنك تقول : قد علمت أيهم في الدار وكل موضع تقع فيه (إن) بمعنى اليمين وصلة القسم فهي مكسورة فمن ذلك قولهم إذا أرادوا معنى
__________________
ولو أختلف القائل وجب كسرها نحو : " قولي إنّ هشاما يسّبح ربّه".
(٦) أن تقع بعد" واو" مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه نحو : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ) (قرأ نافع وأبو بكر بكسر" إن" إمّا على الاستئناف ، وإما بالعطف على جملة" إن" الأولى ، وقرأ الباقون بالفتح عطفا على" ألّا ـ تجوع" والتقدير : إنّ لك عدم الجوع وعدم الظمإ. (لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) (الآية : ١١٩ ـ ١٢٠ سورة طه)
(٧) الأكثر أن تكسر" إن" بعد حتى ، وقد تفتح قليلا إذا كانت عاطفة ، تقول : " عرفت أمورك حتى أنّك حسن الطّويّة" كأنّك قلت : عرفت أمورك حتّى حسن طويّتك ، ثمّ وضعت أنّ في هذا الموضع.
(٨) أن تقع بعد" أما" (أنظر" أما" في حرفها) نحو" أما أإنّك مؤدّب" فالكسر على أنّها حرف استفتاح بمنزلة" ألا" والفتح على أنها بمعنى" أحقا" وهو قليل.
(٩) أن تقع بعد" لا جرم" (انظر" لا جرم" في حرفها) والغالب الفتح نحو (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ) (الآية : ٢٣ سورة النحل) فالفتح على أنّ جرم فعل ماض معناه وجب و" أنّ" وصلتها فاعل ، أي وجب أنّ الله يعلم ، و" لا" زائدة ، وإمّا على أنّ" لا جرم" ومعناها" لا بدّ" و" من" بعدهما مقدّرة ، والتّقدير : لا بدّ من أنّ الله يعلم. انظر معجم القواعد العربية ٢ / ١٢٢.