الموضع الذي يسقط فيه التنوين وقالوا : يا ابن أم ويا ابن عم فجعلوا ذلك بمنزلة اسم واحد لكثرته في كلامهم.
قال أبو العباس رحمه الله : سألت أبا عثمان عن قول من قال : يا ابن أم لا تفعل فقال :عندي فيه وجهان : أحدهما أن يكون أراد : يا ابن أمي فقلب الياء ألفا فقال : يا ابن أما ثم حذف الألف استخفافا من (أما) كما حذف الياء من (أمي).
ومثل ذلك : يا أبة لا تفعل والوجه الآخر أن يكون : ابن عمل في أم عمل خمسة عشر فبني لذلك قلت : فلم جاز في الوجه الأول قلب الياء ألفا فقال : يجوز في النداء والخبر وهو في النداء أجود قلت : وأمّ قال : لأن النداء يقرب من الندبة وهو قياس واحد ، وذلك قولك : وا أماه قلت : فنجيزه في الخبر في الشعر فقال : في الشعر وفي الكلام جيد بالغ أقول : هذا غلاما قد جاء فأقلبها ؛ لأن الألف أخف من الياء.
وقد قال الشاعر :
وقد زعموا أنّي جزعت عليهما |
|
وهل جزع إن قلت : وا بأباهما |
يريد : وا بأبي هما. وأنشد سيبويه لأبي النجم :
يا بنت عمّا لا تلومي واهجعي (١)
__________________
(١) قال في شرح الكافية : إذا كان آخر المضاف إلى ياء المتكلم ياء مشددة كبني قيل يا بني أو يا بني لا غير فالكسر على التزام حذف ياء المتكلم فرارا من توالي الياآت مع أن الثالثة كان يختار حذفها قبل ثبوت الثنتين وليس بعد اختيار الشيء إلا لزومه. والفتح على وجهين : أحدهما أن تكون ياء المتكلم أبدلت ألفا ثم التزم حذفها لأنها بدل مستثقل. الثاني : أن ثانية ياءي بني حذفت ثم أدغمت أولاهما في ياء المتكلم ففتحت ؛ لأن أصلها الفتح كما فتحت في يدي ونحوه اه. وقد تقدمت بقية الأحكام في باب المضاف إلى ياء المتكلم (وفتح أو كسر وحذف اليا) والألف تخفيفا لكثرة الاستعمال (استمر في) قولهم (يا ابن أمّ) ويا ابنة أم و (يا ابن عمّ) ويا ابنة عم (لا مفر) أما الفتح ففيه قولان : أحدهما أن الأصل أما وعما بقلب الياء ألفا فحذفت الألف وبقيت الفتحة دليلا عليها. الثاني أنهما جعلا اسما واحدا مركبا وبني على الفتح والأول قول الكسائي والفراء وأبي عبيدة وحكي عن الأخفش والثاني قيل هو مذهب سيبويه والبصريين ، وأما الكسر فظاهر مذهب الزجاج