أراد : ولا مثل أمية ، فإن ثنيت المنفي (بلا) قلت : لا غلامين لك ولا جاريتين لا بدّ من إثبات النون في التثنية والجمع الذي هو بالواو والنون قد تثبت في المواضع التي لا تثبت فيها التنوين بل قد يثنى بعض المبنيات بالألف والنون والياء والنون. نحو : هذا والذي. تقول :هذان واللذان.
قال أبو العباس : وكان سيبويه والخليل يزعمان : أنك إذا قلت : لا غلامين لك أن غلامين مع (لا) اسم واحد النون كما تثبت مع الألف واللام في تثنية ما لا ينصرف وجمعه نحو : هذان أحمران وهذان المسلمان وقال : وليس القول عندي كذلك ؛ لأن الأسماء المثناة والمجموعة بالواو والنون لا تكون مع ما قبلها اسما واحدا لم يوجد ذلك كما لو يوجد المضاف ولا الموصول مع ما قبلهما بمنزلة اسم واحد.
الثاني : النكرة الموصوفة :
اعلم أنك إذا وصفت النكرة في هذا الباب فلك فيها ثلاثة أوجه :
الأول منها : وهو الأحسن أي تجري الصفة على الموصوف وتنون الصفة ، وذلك قولك : لا رجل ظريفا في الدار فتنون ؛ لأنه صفة ويكون قولك : في الدار وهو الخبر وحجة من فعل هذا أن النعت منفصل من المنعوت مستغني عنه وإنما جيء به بعد أن مضى الاسم على حاله ، فإن لم تأت به لم تحتج إليه.
والوجه الثاني : أن تجعل المنفي ونعته اسما واحدا وتبنيه معه فتقول : لا رجل ظريف في الدار بنيت رجل مع ظريف وحجة من رأى أن يجعله مع المنعوت اسما واحدا أن يقول : لما كان موضع يصلح فيه بناء الاسمين اسما واحدا كان بناء اسم مع (اسم) أكثر وأفشى من بناء اسم مع حرف ، فإن قلت : لا رجل ظريفا عاقلا فأنت في النعت الأول بالخيار فأما الثاني : فليس فيه إلا التنوين ؛ لأنه لا يكون ثلاثة أشياء اسما واحدا وكذلك المعطوف لو قلت : لا رجل وغلاما عندك لم يصلح في (غلام) إلا التنوين من أجل واو العطف ؛ لأنه لا يكون في الأسماء مثل حضرموت اسما واحدا إذا كانت بينهما واو العطف.