فإضافته مثل إلى الكاف يدل على أنه قدرها اسما ، وهذا إنما جاء على ضرورة الشاعر.
وذكر سيبويه : أنه لا يجوز الإضمار معها إذا قلت : أنت كزيد لم يجز أن تكني عن زيد.
استغنوا بمثل وشبه فتقول : أنت مثل زيد وقال : مثل ذلك في حتى ومذ.
وقال أبو العباس : فأما الكاف وحتى فقد خولف فيهما قال : وهذا حسن والكاف أشد تمكنا فأما امتناعهم من الكاف ومذ وحتى فلعلة واحدة.
يقولون : كل شيء من هذه الحروف غير متمكن في بابه ؛ لأن الكاف تكون اسما وتكون حرفا فلا تضيفها إلى المضمر مع قلة تمكنها وضعف المضمر إلا أن يضطر شاعر.
و (منذ) تكون اسما وتكون حرفا.
و (حتى) تكون عاطفة وتكون جارة فلم تعط نصيبها كاملا في أحد البابين وقال : الكاف معناها معنى مثل فبذلك حكم أنها اسم ؛ لأن الأسماء إنما عرفت بمعانيها وأنت إذا قلت : زيد كعمرو أو زيد مثل عمرو فالمعنى واحد فهذا باب المعنى.
قال : وأما اللفظ فقد قيل في الكلام والأشعار ما يوجب لها أنها اسم.
قال الأعشى :
__________________
وقال الآخر :
وصاليات ككما يؤثفين
قال الأعلم : أدخل مثلا على الكاف إلحاقا لها بنوعها من الأسماء ضرورة. وجاز الجمع بينهما جوازا حسنا لاختلاف لفظيهما مع ما قصده من المبالغة في التشبيه. ولو كرر المثل لم يحسن.
وقال صاحب الكشاف عند قوله : " ليس كمثله شيء" : ولك أن تزعم أن كلمة التشبيه كررت للتأكيد ، كما كررها من قال. وأنشد البيت وما بعده.
وأورد عليه أن الكاف تفيد كونها التشبيه لا تأكيد النفي ، ونفي المماثلة المهملة أبلغ من نفي المماثلة المؤكدة ، فليست الآية نظيرا للبيت. وأجيب بأنها تفيد تأكيد التشبيه ، إن سلبا فسلب ، وإن إثباتا فإثبات. انظر خزانة الأدب ٤ / ٣.