جائز في (كان) إلا أن يفصل بينها وبين ما عملت فيه بما لم تعمل فيه ، فإن فصلت بظرف ملغى جاز فأما ما يجوز فقولك : كان منطلقا عبد الله وكان منطلقا اليوم عبد الله وكان أخاك صاحبنا وزيد كان قائما غلامه والزيدان كان قائما غلامهما تريد كان غلامهما قائما وكذلك : أخوات (كان) قال الله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم : ٤٧].
وتقول : من كان أخاك إذا كانت (من) مرفوعة كأنك قلت : أزيد كان أخاك وتقول : من كان أخوك إذا كانت (من) منصوبة كأنك قلت : أزيدا كان أخوك وهذا كقولك : من ضرب أخاك ومن ضرب أخوك فما أجزته في المبتدأ والخبر من التقديم والتأخير فأجزه فيها ولكن لا تفصل بينها وبين ما عملت فيه بما لم تعمل فيه ولا تقل : كانت زيدا الحمى تأخذ ولا : كان غلامه زيد يضرب لا تجز هذا إذا كان (زيد والحمى) أسمين لكان.
فإن أضمرت في (كان) الأمر أو الحديث أو القصة وما أشبه ذلك وهو الذي يقال له المجهول.
كان ذلك المضمر اسم (كان) وكانت هذه الجملة خبرها فعلى ذلك يجوز كان زيدا الحمى تأخذ وعلى هذا أنشدوا :
فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم |
|
وليس كلّ الّنوى يلقى المساكين (١) |
__________________
(١) يجوز في ليس أن يكون اسمها ضمير الشّأن ، (ـ ضمير الشأن). يقول سيبويه : فمن ذلك قول بعض العرب : " ليس خلق الله مثله" فلولا أنّ فيه إضمارا ـ وهو ضمير الشّأن ـ لم يحز أن تذكر الفعل ولم تعمله في الاسم ، ولكن فيه من الإضمار مثل ما في إنه نحو" إنه من يأتنا نأته". قال الشاعر وهو حميد الأرقط :
فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم |
|
وليس كلّ النّوى تلقي المساكين |
(المعرّس : المنزل ينزله المسافر آخر الليل ، يريد : أكلوا تمرا كثيرا وألقوا نواه ، ولشدة جوعهم لم يلقوا كل النوى).
أراد : وليس تلقي المساكين كلّ النّوى ، فاسم ليس ضمير الشّأن ؛ لأن كلّ مفعول لتلقي. ومثله قول هشام أجي ذي الرّمّة :
هي الشّفاء لدائي لو ظفرت بها |
|
وليس منها شفاء الدّاء مبذول |
انظر معجم القواعد العربية ٤ / ٤٢.