قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب [ ج ٤ ]

42/568
*

إذا نادتْ صوارمُهُ نفوساً

فليس لها سوى نَعَمٍ جوابُ

فبينَ سِنانِهِ والدرعِ سِلْمٌ

وبين البيض والبيض اصطحابُ

هو البكّاءُ في المحرابِ ليلاً

هو الضحّاكُ إن جدَّ الضرابُ

ومن في خُفِّه طرحَ الأعادي

حُباباً كي يلسِّبَهُ الحُبابُ (١)

فحين أرادَ لُبسَ الخُفِّ وافى

يُمانعُهُ عن الخُفِّ الغُرابُ

وطار به فأكفأهُ وفيهِ

حُبابٌ في الصعيد له انسيابُ (٢)

ومن ناجاهُ ثعبانٌ عظيمٌ

ببابِ الطهر ألقتهُ السحابُ

رآه الناس فانجفلوا برعبٍ

وأُغلِقتِ المسالكُ والرحابُ (٣)

فلمّا أن دنا منهُ عليٌ

تدانى الناسُ واستولى العُجابُ

فكلّمه عليٌّ مُستطيلاً

وأقبلَ لا يخافُ ولا يَهابُ

ودنَّ لحاجر وانساب فيه

وقال وقد تغيّبه الترابُ (٤)

أنا مَلَكٌ مُسِختُ وأنت مولىً

دُعاؤك إن مَننتَ به يُجابُ

أتيتُكَ تائباً فاشفعْ إلى مَن

إليه في مهاجرتي الإيابُ

فأقبلَ داعياً وأتى أخوهُ

يؤمِّنُ والعيونُ لها انسكابُ

فلمّا أن أُجيبا ظلَّ يعلو

كما يعلو لدى الجدّ العقابُ

وأنبتَ ريشَ طاووسٍ عليهِ

جواهر زانها التِّبرُ المُذابُ

يقولُ لقد نجوتُ بأهلِ بيتٍ

بهم يُصلى لظىً وَبِهمْ يُثابُ

همُ النبأُ العظيمُ وفُلْكُ نوحٍ

وبابُ الله وانقطع الخطابُ

__________________

(١) لسبته الحيّة : لدغته. (المؤلف)

(٢) انسابت الحيّة : جرت وتدافعت. (المؤلف)

(٣) انجفل وتجفل القوم : هربوا مسرعين. (المؤلف)

(٤)] دنّ : طأطأ وانحنى]. الحاجر : الأرض المرتفعة ووسطها منخفض. (المؤلف)