والزبير ، وسعد ، وسعيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود.
ومن طريق النعمان بن بشير ، عن عليّ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) قال : ذاك عثمان ، وطلحة ، والزبير ، وأنا.
هكذا يحرّفون الكلم عن مواضعه ، وهل من مُسائل رواة هذه السفاسف عن الغلّ الذي نزع من صدور أولئك المذكورين متى نُزع؟ وإلى أين ذهب؟ وهذا الحديث والتاريخ يُعِلماننا أنّ الغلّ المنتزَع منهم بعد إسلامهم لم يزل مستقرّا بينهم منذ يوم وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما وقع هناك من حوار وشجار ، إلى الحوادث الواقعة حول واقعة الدار ، إلى المحتشد الدامي يوم الجمل ، أو ليست هذه كلّها منبعثة عن غلّ محتدم ، ووغر في الصدور ، وسخيمة في القلوب ، وبغضة مستثيرة؟ أو ليس منها أن يستبيح الإنسان دم صاحبه وهتك حُرماته والوقيعة في عرضه ، فهل مع هذه كلّها صحيح أنّه نُزع ما في صدورهم من غلّ؟
والآيات المحرّفة من هذا القبيل كثيرة جدّا لو تجمع يأتي منها كتاب ضخم ، غير أنّا لا يروقنا البحث عنها فإنّه إطالة من غير جدوى فهي بأنفسها وما فيها من تهافت وتفاهة كافية في إبطالها ، وما عساني أن أقول في مثل ما رووه في قوله تعالى (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ* تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) (١) : أنّ نوحاً عليهالسلام لمّا عمل السفينة جاءه جبريل عليهالسلام بأربعة مسامير ، مكتوب على كلّ مسمار عين : عين عبد الله وهو أبو بكر ، وعين عمر ، وعين عثمان ، وعين علي فجرت السفينة ببركتهم (٢).
وللقوم في تحريف الكتاب معارك دامية منها وقعة سنة (٣١٧) ببغداد بين
__________________
(١) القمر : ١٣ ، ١٤.
(٢) نزهة المجالس : ٢ / ٢١٤ ، نقلاً عن شوارد الملح. (المؤلف)