أحكام شديدة ، ومنهم من قال كما سمعته قبيل هذا بكفر من سبّ الشيخين ، وزندقة من سبّ عثمان ، وقد جاء في الصحيح الثابت قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي (١).
فهلمّ معي نسائلهم عن المبرّر لعمل معاوية والأمويّين منتسباً ونزعة ، وتابعيهم المجترحين لهذه السيّئة المخزية ، وعن المغضين عنهم الذين أخرجوا إمام العدل صنو محمد ـ صلّى الله عليهما وآلهما ـ عن حكم الخلفاء ، وعن حكم الصحابة ، بل وعن حكم آحاد المسلمين ، فاستباحوا النيل منه على رءوس الأشهاد ، وفي كلّ منتدى ومجمع من دون أيّ وازعٍ يزعهم.
فإلى أيّ هوّة أسفّوا بالإمام الطاهر عليهالسلام حتى استلبوه الأحكام المرتّبة على المواضيع الثلاثة : الخلافة ، الصحبة ، الإسلام؟ ولم يقيموا له أي وزن ، وما راعوا فيه أيّ حقّ ، وما تحفّظوا له بأيّة كرامة وهو نفس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وزوج ابنته ، وأبو سبطيه ، وأوّل من أسلم له ، وقام الإسلام بسيفه ، وتمّت برهنة الحقّ ببيانه ، واكتسحت المعرّات عن الدين بلسانه وسنانه ، وهو مع الحقّ والحقّ معه ، وهو مع القرآن والقرآن معه ولن يفترقا حتى يردا على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الحوض (٢) ، وما غيّر وما بدّل حتى لفظ نفسه الأخير ، وهم يمنعون عن لعن الأدعياء ، وحملة الأوزار المستوجبين النار ، ويذبّون عن الوقيعة في أهل المعرّة والخمور والفجور ، من طريد ، إلى لعين ، إلى متهاون بالشريعة ، إلى عائث بالأحكام ، إلى مبدّل للسنّة ، إلى مخالف للكتاب ومحالف للهوى ، إلى إلى إلى ... إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
نعم ؛ لعمر الحقّ كان الأمر كما قال عامر بن عبد الله بن الزبير لمّا سمع ابنه ينال من عليّ عليهالسلام : يا بنيّ إيّاك وذكر عليّ رضى الله عنه فإنّ بني أُميّة تنقّصته ستّين عاماً فما زاده الله
__________________
(١) مرّ معناه الصحيح في الجزء السادس : ص ٣٣٠. (المؤلف)
(٢) أنظر الغدير : ٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٥ و ٧ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ و ٨ / ٢٧٠ و ١٠ / ٧٠ ـ ٧١ ، ٣٩٨ من هذه الطبعة.