يعذّب ببكاء أهله عليه ، فقضت عائشة عليه بأنّه لم يأخذ الحديث على وجهه ، مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على يهوديّة يبكي عليها أهلها ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّهم يبكون عليها ، وإنّها تعذّب في قبرها» وظنّ ـ ابن عمر ـ العذاب معلولاً بالبكاء ، وظنّ الحكم عامّا على كلّ ميّت.
وأخرج أحمد في المسند (١) (٦ / ٢٨١) عن عائشة : أنّه بلغها أنّ ابن عمر يحدّث عن أبيه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الميت يعذّب ببكاء أهله عليه. فقالت : يرحم الله عمر وابن عمر ، فو الله ما هما بكاذبين ولا مكذّبين ولا متزيّدين ، إنّما قال ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في رجل من اليهود ، ومرّ بأهله وهم يبكون عليه فقال : «إنّهم ليبكون عليه وإنّ الله عزّ وجلّ ليعذّبه في قبره». ولأحمد في مسنده لفظ آخر يأتي بعد بضع صحائف من هذا الجزء.
أسلفنا الحديث نقلاً عن عدّة صحاح ومسانيد في الجزء السادس (ص ١٥١ الطبعة الأولى) وفصّلنا هنالك القول حول المسألة.
٥ ـ أخرج البخاري في كتاب الأذان من صحيحه (٢) (٢ / ٦) عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ بلالاً يؤذّن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أُمّ مكتوم».
هذا الحديث ممّا استدركت به عائشة على ابن عمر وكانت تقول غلط ابن عمر وصحيحه : «إنّ ابن أُمّ مكتوم ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذّن بلال» ، وبهذا جزم الوليد وكذا أخرجه ابن خزيمة (٣) وابن المنذر وابن حبّان (٤) من طرق عن شعبة ،
__________________
(١) مسند أحمد : ٧ / ٣٩٨ ح ٢٥٨٧١.
(٢) صحيح البخاري : ١ / ٢٢٣ ح ٥٩٢.
(٣) صحيح ابن خزيمة : ١ / ٢١٠ ح ٤٠٤.
(٤) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان : ٨ / ٢٥١ ح ٣٤٧٣.