ووعدهم الأباطيل ، ومنّاهم الأمانيّ حتى أزاغهم عن الهوى ، وقصد بهم قصد الردى ، وحبّب إليهم الدنيا ، فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة.
كتاب صفّين (ص ١٢٥) ، شرح ابن أبي الحديد (١ / ٢٨٢) ، جمهرة الخطب (١ / ١٥١) (١).
٢ ـ ومن كلام لهاشم المرقال أيضاً : يا أمير المؤمنين فأنا بالقوم جدّ خبير ، هم لك ولأشياعك أعداء ، وهم لمن يطلب حرث الدنيا أولياء ، وهم مقاتلوك ومجادلوك ، لا يُبقون جهداً مشاحّة على الدنيا ، وضنّا بما في أيديهم منها ، ليس لهم إربة غيرها إلاّ ما يخدعون به الجهّال من طلب دم ابن عفّان ، كذبوا ليسوا لدمه ينفرون ، ولكن الدنيا يطلبون.
كتاب ابن مزاحم (ص ١٠٣) ، شرح ابن أبي الحديد (١ / ٢٧٨) (٢).
٣ ـ من خطبة ليزيد بن قيس الأرحبي : إنّ المسلم من سلم دينه ورأيه ، وإنّ هؤلاء القوم والله ما إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيّعناه ، ولا على إحياء حقّ رأونا أمتناه ، ولا يقاتلوننا إلاّ على هذه الدنيا ليكونوا فيها جبابرة وملوكاً ، ولو ظهروا عليكم ـ لا أراهم الله ظهوراً وسروراً ـ إذن لوليكم مثل سعيد (٣) والوليد (٤) وعبد الله ابن عامر (٥) السفيه ، يحدّث أحدهم في مجلسه بذيت وذيت ، ويأخذ مال الله ويقول : لا إثم عليّ فيه ، كأنّما أعطي تراثه من أبيه. كيف؟ إنّما هو مال الله أفاءه علينا بأسيافنا
__________________
(١) وقعة صفّين : ص ١١٢ ، شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٨٤ خطبة ٤٦ ، جمهرة خطب العرب : ١ / ٣٢٣ رقم ٢١٢.
(٢) وقعة صفّين : ص ٩٢ ، شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٧٢ خطبة ٤٦.
(٣) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ، والي معاوية على المدينة. (المؤلف)
(٤) الوليد بن عقبة السكير ، أخو عثمان لأُمّه. (المؤلف)
(٥) عبد الله بن عامر ، ولاّه معاوية على البصرة ثلاث سنين. (المؤلف)