فإن تعطِني مصراً فأربح بصفقةٍ |
|
أخذت بها شيخاً يضرّ وينفعُ |
وما الدينُ والدنيا سواء وإنّني |
|
لآخذ ما تُعطي ورأسي مقنّعُ |
إلى آخر ما أسلفناه في (٢ / ١٤٣).
٨ ـ من كتاب لمحمد بن مسلمة الأنصاري إلى معاوية : وأمّا أنت فلعمري ما طلبت إلاّ الدنيا ، ولا اتّبعت إلاّ الهوى. فإن تنصر عثمان ميتاً فقد خذلته حيّا.
كتاب صفّين (١) (ص ٨٦).
٩ ـ قال نصر : لمّا اشترطت عكّ والأشعريون على معاوية ما اشترطوا من الفريضة والعطاء فأعطاهم (٢) ، لم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض إلاّ طمع في معاوية ، وشخص بصره إليه حتى فشا ذلك في الناس ، وبلغ ذلك عليّا فساءه ، وجاء المنذر بن أبي حميصة الوادعي (٣) ، وكان فارس همدان وشاعرهم فقال : يا أمير المؤمنين إنّ عكّا والأشعريين طلبوا إلى معاوية الفرائض والعطاء فأعطاهم ، فباعوا الدين بالدنيا ، وإنّا رضينا بالآخرة من الدنيا ، وبالعراق من الشام ، وبك من معاوية ، والله لآخرتنا خير من دنياهم ، ولعراقنا خير من شامهم ، ولإمامنا أهدى من إمامهم ، فاستفتحنا بالحرب ، وثق منّا بالنصر ، واحملنا على الموت. ثم قال في ذلك :
إنّ عكّا سألوا الفرائض والأش |
|
عر سالوا جوائزاً بثنيَّهْ (٤) |
تركوا الدين للعطاء وللفر |
|
ض فكانوا بذاك شرّ البريّهْ |
__________________
(١) وقعة صفّين : ص ٧٧.
(٢) اشترطوا على معاوية أن يجعل لهم فريضة ألفي رجل في ألفين ، ومن هلك فابن عمّه مكانه. كتاب صفّين : ص ٤٩٣ [ص ٤٣٣]. (المؤلف)
(٣) الوادعي : نسبة إلى وادعة ، بطن من همدان. (المؤلف)
(٤) البثنيّة : منسوبة إلى قرية بالشام بين دمشق وأذرعات ، وإليها تُنسب الحنطة البثنية ، وهي أجود أنواع الحنطة [معجم البلدان : ١ / ٣٣٨]. (المؤلف)