صورها. كمن يبني دارا حيث يستخدم موادا أوّلية كالجصّ والآجر ، أو يصنع من الحديد سيارة أو ماكنة.
ومن جهة أخرى لا حدود لخلق الله (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) سورة الرعد الآية (١٦) في وقت نجد ما صنعه الإنسان محدودا جدّا ، وفي كثير من الأحيان يجد الإنسان فيما خلقه هو نقصا يجب سدّه فيما بعد ، إلّا أنّ الله يبدع الخلق دون أي نقص أو عيب.
ثمّ إنّ قدرة الإنسان على صنع الأشياء جاءت بإذن من الله ، حيث كلّ شيء في العالم يتحرّك بإذن الله ، حتّى الورق على الشجر ، كما نقرأ في سورة المائدة الآية (١١٠) عن المسيح عليهالسلام (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي).
وتنتقل الآية التالية من تناول مسألة التوحيد ومعرفة المبدأ ـ بشكل دقيق وجميل ـ إلى مسألة المعاد حيث تقول : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ).
ومن أجل أن لا يعتقد المرء بأنّ الموت نهاية كلّ شيء ، تقول الآية : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) أي إنّ خلقكم بهذه الصورة المدهشة لم يكن عبثا أو لتعيشوا أيّاما معدودات ، فتضيف الآية أنّكم ستبعثون يوم القيامة في مستوى أعلى وفي عالم أوسع.
* * *
بحوث
١ ـ اتّباع المبدأ والمعاد بدليل واحد
استخدمت الآيات المذكورة أعلاه لإثبات وجود الله وقدرته وعظمته نفس الدليل الذي استخدمته سورة الحجّ لإثبات المعاد ، وهو مسألة المراحل المختلفة لخلق الإنسان في علام الجنين.