الآيتان
(مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٩٢))
التّفسير
الشرك يجرّ العالم نحو الدمار :
تناولت الآيات السابقة بحوثا في المعاد والملك والحكم والربوبيّة ، أمّا هذه الآيات فقد تناولت نفي الشرك ، واستعرضت جانبا من انحرافات المشركين.
وردّتها عليهم بالأدلّة الساطعة ، قائلة : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ).
إنّ الإعتقاد بوجود ابن لله لا ينحصر في المسيحيين الذين يرون النّبي عيسى عليهالسلام ابنا حقيقيّا له! فقد كان المشركون يرون الملائكة بنات لله ، ولعلّ المسيحيين أخذوا هذه الفكرة من المشركين القدماء ، وعلى أساس أنّ الولد جزء من الأب ، فلذلك اعتقدوا بأنّ الملائكة أو المسيح عليهالسلام لهم حصّة من الالوهيّة ، وهذا أوضح مظهر للشرك.