أربعين بيتا ، وفيه بئر ، وفيها اثنين عظيم يمنعهم البناء فيه إلا أن يذبحوا عنده وهو بالقرب من مسجد الحجاج بن يوسف ، وكان قد بنى (ق ١٨٨) هذا المسجد بتربة حمراء يؤتى بها من اليمن ولم يبق إلا آثاره ومنارتاه خراب.
ومسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالطائف فى وسط المعروف اليوم بمسجد سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ، وفى ركن المسجد الكبير منارة عالية بنى فى أيام الناصر لدين الله تعالى أبى العباس أحمد ابن المستضىء وخلفه تحت المنارة بئر ينزل فيه إلى الماء بدرج قريب الأربعين درجة ، ومسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من هذا الجامع بين قبتين صغيرتين يقال إنهما بنيتا فى فى موضع قبتى زوجيه صلىاللهعليهوسلم اللتين كانتا معه عائشة وأم سلمة رضى الله تعالى عنهما ، وبين القبتين محراب ، وكذلك قدام القبلية أيضا محراب لا يبعد أن يكون صلىاللهعليهوسلم صلى فى المحرابين.
وللمسجد العباسى أربعة أروقة فى قبلته ، وله ثلاثة أبواب فى يمينه ويساره ومؤخره ، وفى ركنه الأيمن القبلى قبر سيدنا عبد الله بن العباس رضى الله تعالى عنهما ابن عم سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعلى قبره ملبن ساج على بنيان (ق ١٨٩) طوله من الأرض ثلاثة أشبار ، وعرضه بطول القبر عشرة أشبار وقليل وعرض القبر ستة أشبار وقليل أمر بعمله الإمام المقتفى لأمر الله تعالى فى سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، كذا مكتوب فى الخشب.
وتوفى بالطائف سنة ثمان وستين وقد أضر.
قال ميمون بن مهران (١) : شهدنا جنازته بالطائف فلما وضع ليصلى عليه جاء طائر أبيض حتى دخل فى أكفانه فالتمس فلم يوجد ، فلما سوى عليه التراب سمعنا صوتا ولم نر شخصا يقول : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ...) إلى آخر السورة.
__________________
(١) هو ميمون بن مهران الجزرى أبو أيوب الرقى.
قال سليمان بن موسى : «إن جاءنا العلم من ناحية الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه ، وإن جاءنا من البصرة عن الحسن البصرى قبلناه ، وإن جاءنا من الحجاز عن الزهرى قبلناه ، وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه» كان هؤلاء الأربعة علماء الناس فى زمن هشام ، مات سنة ١١٦ ه.