ثانيها : حديث أنس يرفعه «الأنبياء احياء فى قبورهم يصلون» فى لفظ عند البيهقى (١) «الأنبياء لا يتركون فى قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدى الله عزوجل حتى ينفخ فى الصور».
ثالثها : حديث أنس عن مسلم «أتيت على موسى ليلة أسرى بى وهو قائم يصلى فى قبره».
رابعها : حديثه الإسراء ورؤيته الأنبياء وذكره لكل أحد أنه على صورة كذا وبهيئة كذا ومستند إلى البيت المعمور وأمثال ذلك دلائل قاطعة على أنهم أحياء بأجسادهم.
خامسها : (ق ٢٣٣) حديث أوس بن أوس (٢) «إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» وفيه دليل واضح.
وقد ذهب إلى ما ذكرنا دليله وأوضحنا حجته جماعة من أهل العلم وصرحوا به منهم الإمام البيهقى والأستاذ أبو القاسم القشيرى (٣) وأبو حاتم ابن حبان (٤) وأبو طاهر الحسين بن على الأردشتانى وصرح به أبو عمرو بن الصلاح ومحيى الدين النووى
__________________
(١) هو البيهقى شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن على بن موسى الخسروردى ، صاحب التصانيف ، ولد سنة ٣٨٤ ه ، ولزم الحاكم وتخرج به وأكثر عنه جدا وهو من كبار أصحابه ، بل زاد عليه بأنواع من العلوم ، له عدة مصنفات منها السنن الكبرى والصغرى ، وشعب الإيمان والأسماء ، والصفات ، ودلائل النبوة والبعث ، والآداب ، والدعوات ، والمدخل ، والمعرفة ، والترغيب والترهيب ، والخلافيات ، والزهد ، والمعتقد ، ثقة ، مات سنة ٤٥٨ ه.
(٢) هو أوس بن أوس الصحابى الثقفى ، سكن دمشق ومات بها ، روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم فى فضل الاغتسال يوم الجمعة ، وعنه أبو الأشعث الصنعانى ، وعبادة بن نسى ، ثقة.
(٣) هو عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك بن طلحة النيسابورى القشيرى ، من بنى قشير بن كعب أبو القاسم زين الإسلام شيخ خراسان فى عصره زهدا وعلما بالدين ، كانت إقامته بنيسابور ، وتوفى فيها ، وكان السلطان ألب أرسلان يقدمه ويكرمه ، من كتبه التيسير فى التفسير ، ويقال له التفسير الكبير ، ولطائف الإشارات ، والرسالة القشيرية.
(٤) هو الحافظ العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمى البستى ، صاحب التصانيف سمع النسائى والحسن بن سفيان ، وأبا يعلى الموصلى ، وولى قضاء سمرقند ، وكان من فقهاء الدين ، وحفاظ الآثار عالما بالنجوم ، صنف المسند الصحيح ، والتاريخ ، والضعفاء ، كان ثقة نبيلا فهما ، وقال ابن الصلاح : ربما غلط الغلط الفاحش ، مات سنة ٣٥٤ ه.