وأنشد بعضهم (ق ٢٣٩) :
تمام الحج أن تقف المطايا |
|
على ليلى وتقرئها السلام |
وفى الواقع ان الأحسن أن يبدأ بمكة فإذا قضى نسكه بمكة أتى المدينة لأن الحج فرض والزيارة تطوع ولو كانت الحجة غير حجة الإسلام يبدأ بأيهما شاء ولو بدا بالمدينة فى الوجه الأول جاز وإذا نوى زيارة قبر النبى صلىاللهعليهوسلم فلينو مع ذلك زيارة مسجده لأنه أحد المساجد الثلاثة.
وأما كيفية زيارته صلىاللهعليهوسلم وزيارة ضجيعيه رضى الله تعالى عنهما فإذا توجه إلى زيارة قبره الشريف صلىاللهعليهوسلم أكثر من الصلاة والتسليم على سيدنا محمد البشير النذير صلىاللهعليهوسلم فى طريقه وينبغى أن ينيخ البطحاء التى بذى الخليفة وهى المعرس ويصلى بها تأسيا بسيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما شديد الحرص على ذلك.
ويروى عن نافع أنه انقطع عن ابن عمر حتى سبقه إلى المعرس ثم جاء إليه فقال له ما حبسك عنى فأخبره فقال (ق ٢٤٠) إنى ظننت أنك أخذت الطريق الأخرى ولو فعلت لأوجعتك ضربا.
وليزد فى الصلاة عليه صلىاللهعليهوسلم إذا وقع بصره على معاهد المدينة وحرمها ونخيلها وأماكنها وكلما قرب من المدينة وعمرانها زاد من الصلاة والتسليم وسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته فى الدنيا والآخرة ويستحضر تعظيم عرصاتها وتبجيل منازلها ورحباتها فإنها المواطن التى عمرت بالوحى والتنزيل وكثر فيها تردد أبى الفتوح جبريل وأبى الغنايم ميكائيل واشتملت تربتها على جسد سيد البشر وانتشر عنها من دين الله تعالى وسنن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما انتشر.
وقد أحسن ناظم هذه الأبيات رادا على من أنكر سماع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المصلى عليه الصلاة :